مواقع ومناطق أثرية مرت بها العائلة المقدسة فى مصر.. بين المعجزات والتطوير

السبت، 08 يونيو 2024 02:00 م
مواقع ومناطق أثرية مرت بها العائلة المقدسة فى مصر.. بين المعجزات والتطوير عبد الرحيم ريحان وكنيسة دير المحرق
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قطعت العائلة المقدسة خلال رحلتها فى مصر والتى استغرقت ثلاث سنوات و11 شهرًا،  3500 كم ذهابًا وإيابًا، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية، وعن مسار العائلة المقدسة وأهم المناطق التى أقاموا بها والمواقع الأثرية ما نستعرضه عبر السطور المقبلة.

وفى هذا الشأن يقول الدكتور خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن المسار شمل خمسة مناطق رئيسية "ومنطقة غير محطة" شمال سيناء – الدلتا – وادى النطرون – منطقة حصن بابليون – صعيد مصر.

وأشار إلى محطات الرحلة بالترتيب مع ملاحظة أن هذه المحطات كانت لها مسميات قديمة رفح، الشيخ زويد، العريش، ألفلوسيات، القلس، ألفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادى النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، حارة زويلة ، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، سقارة، دير الجرنوس بمغاغة، البهنسا، جبل الطير بسمالوط،  الأشمونين بالمنيا، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربى "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء، ويرصد الدكتور ريحان تفاصيل هذه المحطات

"ألفرما"

تقع بشمال سيناء وتضم كنائس تل مخزن من القرن الخامس والسادس الميلاديين ومعمودية وكنيسة روتندا تخطيط دائرى والكنيسة الكبرى ذات التخطيط الصليبى، وتم تخصيص 10.8 مليون جنيه لتحسين ورفع كفاءة البنية التحتية بألفرما والمناطق المحيطة بها ورصف الطريق المؤدى إلى المنطقة وتشجيره ورفع كفاءة الطريق لمسافة 4كم والطرق الداخلية وإنارة طريق ألفرما ويشمل مشروع التطوير إقامة متحف ومركز للحرف التراثية من الكليم البدوى ومنتجات سعف النخيل وتجفيف البلح والقواقع البحرية وزيت الزيتون.

"تل بسطة"

تل بسطة هى أول موقع بالدلتا للعائلة المقدسة وهى المنطقة ذات الربى التى ذكرت فى القرآن الكريم ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ وهذا يؤكد حقيقة لجوء العائلة المقدسة إلى مصر المشهورة بالربى ولولا لجوء العائلة إلى مصر طلبًا للحماية لقضى على المسيحية فى مهدها.

وتبعد تل بسطة 2 كم عن مدينة الزقازيق وكانت تقع قديمًا عند التقاء الطريق التجارى البرى لوادى الطميلات مع الطريق النهرى عبر ألفرع البيلوزى لنهر النيل والذى كان يمر بمدينة بوبسطة القديمة وكانت عاصمة الإقليم الـ18 فى مصر القديمة، كما كانت عاصمة مصر فى عهد الأسرة الـ22 و23 وكانت مدينة كبيرة مملوءة بالمعابد ويعود اسمها إلى "بر – باست" أى معبد باست نسبة إلى المعبودة باستت ويرمزون إليها بالقطة

وفى تل بسطة أنبع السيد المسيح بئر ماء شربوا منه جميعًا وباركه السيد المسيح، تم إقامة سور يحيط بتل بسطا مزود ببوابات إلكترونية وممر داخلى وتزويدها ببرجولات خشبية إحداهما للبئر المقدسة

"سمنود"

تقع بمحافظة الغربية وتضم الماجور الحجرى حين رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين 14 و17 يومًا وقد أهدى أهإلى البلدة السيدة العذراء ماجورًا حجريًا لتعجن فيه، فى الوقت الذى أنبع السيد المسيح عين ماء فى المكان الذى أقاموا به وبها حاليًا كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب وتشمل ماجور كبير من حجر الجرانيت يوضع فيه ماء مصلى عليه.

وافتتاح مسار العائلة المقدسة بسمنود بعد تطويره فى 4 يناير 2021 حيث تمت إعادة تأهيل المسار وتطوير كل العناصر التى تتحقق الرؤية البصرية الجمالية للمسار وتجميل الميدان الرئيسى وواجهات الكنيسة والمسجد بتكلفة 7.5 مليون جنيه

"سخا"

تقع بكفر الشيخ وحدثت بها معجزة ماء كعب يسوع حيث أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه وقد تفجّر نبع ماء وسمى هذا المكان "كعب يسوع"، وأصبح الموقع بركة للناس حيث يأتون ويضعون فى مكان القدم زيتًا ويحملونه إلى بلادهم وينتفعون ببركة هذا الزيت فى الشفاء.

وفى سخا تم تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم وتم افتتاح أعمال التطوير فى مارس 2021 من تشجير الشوارع المحيطة بالكنيسة ورصفها بالإنترلوك وإقامة حديقة ومكان انتظار للسيارات والأتوبيسات وتأهيل المنطقة السكنية ووضع علامات إرشادية كما قامت الدولة بترميم الكنيسة بعد حريق عام 2008

"وادى النطرون"

يعد وادى النطرون مركزًا للتجمعات الرهبانية فى مصر بعد زيارة العائلة المقدسة يضم 4 أديرة هى دير الأنبا مقار ودير البراموس ودير السريان ودير الأنبا بيشوى، وقلايا ومغارات يسكنها آلاف الرهبان علأوة على نبع ماء عذب أنبعه السيد المسيح وسط منطقة مشبعة بملح النطرون يطلق عليه نبع الحمراء على بعد 3 كم من دير البرموس.

وقد قامت الدولة فى تطوير وادى النطرون بطول 26كم بتكلفة 76 مليون جنيه وشملت البوابة الرئيسية لمدخل مدينة وادى النطرون وتركيب لوحات إرشادية وبانرات ورصف وتوسعة أربع طرق بطول 26كم بتكلفة إجمالية 44 مليون جنيه منها طريق الأنبا بيشوى بطول 1.5كم وطريق بيت الوادى بطول 1.2كم ورصف وازدواج طريق دير الباراموس بطول 6كم  ورصف باقى الطريق الدائرى بطول 18كم مع أعمال الإنارة وزراعة النخيل وتطوير البنية التحتية وتأهيل الطرق المؤدية لأديرة الأنبا بيشوى والأنبا مقار والباراموس والسريان وتم تحديد أماكن التخييم بطريق دير الأنبا بيشوى والسريان وتشمل ثلاثة مخيمات بتكلفة 9 مليون جنيه فى ثلاثة مناطق، وأطلقت الدولة مؤخرًا جولة افتراضية لزيارة مسار العائلة المقدسة بوادى النطرون

"مغارة أبى سرجة"

العائلة المقدسة باركت 17 مكان بموقع القاهرة الحالية  منها عين شمس التى أصبحت مقرًا لأسقفية قبطية، ومنطقة شجرة مريم فى المطرية حيث أنبع السيد المسيح بئر ماء بجوارها ونبتت هناك نباتات عطرية مثل نبات البلسان وهناك شارع بالمطرية يسمى شارع البلسم وشارع يسمى بئر مريم وانقطع شجر البلسان فى القرن السابع عشر بسبب فيضان النيل وقد زارت إمبراطورة فرنسا أوجينى شجرة مريم عام 1869.

وهناك مغارة شهيرة قرب حصن بابليون تقع بكنيسة أبى سرجة حاليًا وهى المغارة التى مكثت بها العائلة المقدسة ويميز هذه الكنيسة أيضًا وجود بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح عليها باب زجاجى يمكن للزوار النظر من خلاله إلى البئر.

شجرة مريم
شجرة مريم

"كنيسة المعادى"

تقع على شاطئ نهر النيل بمنطقة المعادى فى القاهرة كنيسة السيدة مريم العدوية بداخلها سلالم أثرية ترجع إلى القرون الميلادية الأولى كانت تستخدم قديمًا أثناء فيضان النيل وفى 12 مارس 1976 ميلادية رأى شعب الكنيسة كتابًا مقدسًا ضخمًا يطفو على سطح المياه وهو مفتوح على سفر أشعياء الإصحاح 19 "مبارك شعبى مصر" ويوجد هذا الكتاب المقدس داخل الكنيسة، وقد عبرت العائلة المقدسة النيل عبر سلالم هذه الكنيسة.

"مغارة جبل الطير"

تقع بمركز سمالوط بمحافظة المنيا حيث مكثت العائلة المقدسة فى هذا المكان المبارك وبعدها أنشأت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة منحوتة فى الصخر عام 328 م عرفت بكنيسة الكف لمعجزة السيد المسيح حين منع سقوط صخرة عليهم عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير فانطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يعرف باسم "جبل الكف "

وقد تم ترميم كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية التى تعد وأحدة من أهم نقاط مسار العائلة المقدسة والتى مكثت بها العائلة المقدسة لمدة ثلاثة أيام فى إحدى المغارات، وشمل تطوير المدخل الرئيسى لمنطقة كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير، وأعمال رصف بمدخل الدير، وتطوير الطريق السياحي، تركيب لوحات ارشادية، تمهيد الطرق المؤدية للكنيسة الأثرية بالبازلت وأعمال التشجير والإنارة.

وتضم منطقة دير جبل الطير فندق العائلة المقدسة الذى يوفر أماكن للاستراحة والمبيت للسائحين على أعلى مستوي، بما يعود بالنفع على سكان محافظة المنيا ويساهم فى توفير فرص عمل والاستفادة من الآثر التاريخى سياحيًا وقامت الدولة أيَضًا بعمل جولة افتراضية لمسار العائلة المقدسة بجبل الطير

"دير المحرق"

دير المحرّق بأسيوط نهاية الرحلة البيت التى عاشت فيه العائلة المقدسة فى نهاية الرحلة وبقى على مساحته ثم تحول فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة ويوجد بها الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح طبقًا للتقليد

ويضم الدير كنيسة السيدة العذراء البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة وبقى على مساحته كما هو حتى الآن، عندما تحول هذا البيت فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة تم عمل التقاسيم والحواجز المناسبة لطقس الكنيسة فتم عمل الشرقية وعلى جانبيها حجرتان الشمالية لملابس الكهنة بدون باب يفتح على صحن الكنيسة والجنوبية لخدمة الشماسة.

وقامت الدولة برفع كفاءة الطرق الداخلية المحيطة بمناطق المسار وأعمال الإنارة داخل المنطقة الأثرية والمناطق المحيطة واللوحات الإرشادية والمرورية وتنسيق المواقع والتشجير  وتشييد بوابات تناسب مسارات الزيارة وتطوير المناطق المحيطة بالأديرة والكنائس وتجديد الأسوار الخارجية لها وإقامة بوابات ومناطق لانتظار الزوار والأتوبيسات والسيارات وطلاء المنازل المجأورة وتخطيط الشوارع وتركيب الإنترلوك وتطوير وتبطين وتدبيش ترعة القوصية المؤدية إلى دير المحرّق

وبعد موت هيرودس الذى كان يطلب الطفل عادت العائلة المقدسة عن طريق جبل أسيوط الغربى "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء ثم فلسطين، ويقام بدرنكة احتفالية سنوية يحضرها الملايين من المصريين مسيحيين
 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة