د.عثمان فكرى

الانقلاب على الرئيس والجماعة

الجمعة، 14 سبتمبر 2012 11:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أوقع مرسى نفسه وجماعته فى ورطة كبيرة عندما التقى جمعاً كبيرًا من الفنانين والمثقفين والمبدعين، وأزال من نفوسهم العديد من التخوفات حول مستقبل الفن والإبداع خلال السنوات القادمة، خاصة مع الهجوم المنظم والعنيف من قبل بعض شيوخ السلفية على بعض الفنانين، وآخرهم إلهام شاهين، فضلا عن القضية التى رفعت ضد الفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان فى مجمل أعماله، وحصل فيها على البراءة مؤخراً.. هل حينما أراد مرسى أن يمارس مهامه كرئيس للدولة قد خالف شريعة جماعته فى هذا الأمر؟

هل يوقع مرسى نفسه وجماعته فى ورطة أخرى حينما يصر مرارا وتكرارا على مدنية الدولة المصرية، وهو يردد فى كل مناسبة وخطاب محلى أو إقليمى أن مصر الجديدة هى دولة مدنية دستورية ديمقراطية حديثة، ولن تكون دولة ثيوقراطية أو عسكرية؟

هل أوقع الرئيس نفسه وجماعته فى ورطة جديدة حينما أصر على الذهاب إلى إيران.. الدولة الشيعية، وفتح بابا جديدا للعلاقات بين القاهرة وطهران بعد قطيعة دامت عقود طويلة، وعلى الرغم من خطاب الرئيس الذى أرضى بعض الغاضبين من الزيارة، غير أن فعل الذهاب نفسه فجر غضب الكثير من الجماعات والتيارات الإسلامية الرافضة؟

هل أوقع مرسى نفسه فى ورطة حين أهمل إشراك القيادات السلفية فى تشكيل الحكومة الجديدة، وعدم الالتفات إلى مطالبات حزب النور بتولى حقائب وزارية بعينها.. وهل يشفع لمرسى إشراك القيادى السلفى عماد عبد الغفور فى فريقه الرئاسى؟

الورطة التى أعنيها هنا هى الخلاف الذى بات واضحا وعلنيا بين التيار السلفى بمختلف أطيافه وأيديولوجياته، والجماعات الإسلامية الأخرى وفى مقدمتها الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد من جانب، وجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى من جانب آخر، حيث عارضت هذه التيارات والجماعات العديد من تصرفات مرسى، وأعلنت صراحة أن مرسى يتبرأ من إقامة دولة دينية سبق أن وعد بها هذه الجماعات قبل جولة الانتخابات الرئاسية، بل أن بعض شيوخ التيار السلفى طالب مرسى باعتذار رسمى واضح عن لقائه بمجموعة الفنانين والمثقفين مؤخراً.

الغضب من تصرفات مرسى عرف طريقه إلى تيارات أخرى، ولم يقف فقط عند السلفيين.. حتى أن الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسوس طالب مرسى بإعلان توبته من جديد إلى الله بعد أن أساء إلى الله ورسوله وهو يلتقى بهؤلاء الفنانين بالقصر الرئاسى، ويكرمهم ويقدرهم على ما يقدمونه من فنونهم الهابطة التى يسخرون فيها من رب العزة تبارك وتعالى، ومن الإسلام ورسوله، وكتاب الله ويتهمونه بما لا يليق، بانتسابهم زورا وبهتانا لهذا الدين القيم".

مكمن الخطورة هنا أن الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية على بعد أشهر قليلة، والإخوان المسلمين باتوا الآن مطالبين بعمل تكتلات وتحالفات لمواجهة ما يمكن أن تسفر عنه الأيام القادمة من تكتل مدنى كبير يتم الإعداد له لمواجهة جماعة الإخوان فى الانتخابات البرلمانية.. والجماعة لا مجال أمامها سوى التقرب إلى السلفيين والجماعة الإسلامية لتضمن تحالفهم.. جزء من هذا يمكن فهمه فى ضوء قرارات مرسى بالإفراج عن العديد من قيادات هذين التيارين حتى أنه طال انتقادات واسعة من وراء هذه القرارات.. والسؤال الذى بات يطرحه نفسه الآن.. والانتخابات البرلمانية على الأبواب: هل يستمر الرئيس محمد مرسى فى إعلاء سياسة الدولة المدنية ضارباً عرض الحائط بالتحالفات الانتخابية أم تكشف الأسابيع القادمة عن تبدل واضح فى سياسة مرسى نحو إرضاء هذه التيارات الدينية ضماناً لأصواتها فى الانتخابات القادمة؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة