42 عامًا على رحيل الشيخ طه الفشنى.. المطرب الذى أصبح كروان القرآن الكريم.. اشتهر بقراءة سورة "الكهف" يوم الجمعة بمسجد السيدة سكينة.. المؤذن الأول لمسجد الحسين.. أول من أدخل النغم على التجويد

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013 07:55 ص
42 عامًا على رحيل الشيخ طه الفشنى.. المطرب الذى أصبح كروان القرآن الكريم.. اشتهر بقراءة سورة "الكهف" يوم الجمعة بمسجد السيدة سكينة.. المؤذن الأول لمسجد الحسين.. أول من أدخل النغم على التجويد الشيخ الفشنى مع أسرته والملك فاروق يستمع إليه
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تستمع إلى القرآن الكريم وتبكى من فرط الإحساس بقوة الأداء.. أن تستمع إليه وكأنك تستمع لتفسيره لا تلاوته.. عذب الصوت ينقل لك الكلمات بأسمى معانيها إلى أعماق قلبك، ولما لا وقارئه كان شغوفًا بالغناء والطرب بل أنه بدأ حياته مطربًا، إنه الشيخ طه الفشنى، الذى روى أنه شارك كمطرب مع أم كلثوم وعبد الوهاب فى إحياء حفل زواج الملك فاروق‏، وكان فى وسعه أن يستمر فى الغناء لولا النزعة والتربية الدينية التى اكتسبها من أسرته المتدينة ودراسته فى الأزهر، فاتجه إلى القرآن الكريم والتواشيح الدينية.

تصادف هذه الأيام الذكرى الـ 42 لوفاته، فقد رحل الشيخ طه الفشنى، فى العاشر من شهر ديسمبر عام 1971، اشتهر بعذوبة صوته ورقة أدائه، فكان جديرًا لأن يصبح كروان القرآن الكريم ويتربع على العرش مع الكبار فى دولة القراءة.

ولد الشيخ طه الفشنى عام 1900م، بمدينة الفشن إحدى مدن محافظة المنيا - تتبع الآن بنى سويف فى أسرة متدينة، والتحق بكتاب القرية وبه حفظ القرآن الكريم كاملاً، ثم التحق بمدرسة المعلمين بالمنيا، وحصل فيها على دبلوم المعلمين، ورحل بعدها إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة دار العلوم العليا، ولكن الأحداث السياسية التى كانت تمر بها مصر وقتها واندلاع ثورة 1919 حالت دون ذلك، فتوجه إلى الأزهر الشريف، والتحق ببطانة الشيخ على محمود، واشتهر بعدها بتميزه فى أداء التواشيح الدينية.

رتل "الفشنى" القرآن الكريم بقصرى "عابدين ورأس التين"، بصحبة الراحل الشيخ مصطفى إسماعيل لمدة 9 سنوات كاملة، وعندما بدأ التلفزيون إرساله فى مصر كان الفشنى من أوائل قراء القرآن الكريم الذين افتتحوا إرساله وعملوا به.

كان دائم التردد على حلقات الإنشاد الدينى والذكر، لقرب مسكنه من مسجد الحسين، إلى أن نبغ وأصبح المؤذن الأول للمسجد، كما كان دائما ما يرتل القرآن الكريم فى مسجد السيدة سكينة، واشتهر بقراءته لسورة الكهف يوم الجمعة.

الصدفة كانت حليفة الفشنى لدخوله عالم الإذاعة ففى عام 1937، كان الفشنى يحيى إحدى الليالى الرمضانية بالإمام الحسين، واستمع إليه سعيد لطفى مدير الإذاعة المصرية وقتها، فعرض عليه أن يلتحق بالعمل فى الإذاعة، واجتاز كافة الاختبارات بنجاح، وأصبح مقرئًا للإذاعة ومنشدا للتواشيح الدينية على مدى ثلث قرن.

حرص عشاق الفشنى على سماعه، وهو ينشد التواشيح فى الليلة اليتيمة بمولد السيدة زينب خلفا للشيخ على محمود، ليحفر اسمه بين أعلام فن التواشيح، أمثال الشيخ محمود صبح والشيخ زكريا أحمد والشيخ إسماعيل سكر والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ سيد النقشبندى.

يحسب للشيخ أنه أول من أدخل النغم على التجويد مع المحافظة على الأحكام، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد فى زمنه فلم يكن يعلوه فيه أحد، وهو أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ على محمود، ومن أشهر التواشيح التى أداها الفشنى "ميلاد طه يا أيها المختار".

ومن الوقائع الطريفة التى لا تنسى عن الشيخ قصة انحباس صوته التى شغلت محبيه، عدة أسابيع، حتى سافر لرحلة الحج، وعلى جبل عرفات انطلق صوته يؤذن لصلاة العصر.

اختير الفشنى رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنة 1962م، وبعد حياة حافلة مع القرآن الكريم والمديح النبوى والإنشاد الدينى وفى العاشر من ديسمبر عام 1971م رحل الشيخ طه الفشنى تاركا خلفه كنوزا من التسجيلات القرآنية والتراتيل والإنشاد الدينى فى الإذاعة والتلفزيون، وكرمته الدولة عام 1981م فمنحت اسمه وسام الجمهورية فى مجال تكريم حملة القرآن الكريم.


















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة