اللواء مجدى الزغبى يكتب: تحية واجبة لأهل رفح المصرية

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 10:04 ص
اللواء مجدى الزغبى يكتب: تحية واجبة لأهل رفح المصرية رفح المصرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتابع باهتمام شديد مايحدث فى رفح المصرية، ولكنى لست مثل أى شخص يتابع مايحدث هناك، فأنا أتابعها بعينين؛ العين الأولى هى عين رجل الأمن الذى ذهب لهذه المنطقة سنوات طويلة فى استطلاع للمنطقة ومداخلها ومخارجها وشوارعها وحواريها، وهذا لم يكن يقتصر على شخصى فقط فقد كنا ضباط الجيش نذهب جميعًا لهذه المهمة، أو على الأقل كثيرًا من الضابط نال هذا الشرف الوطنى الكبير، ولكن العين الأخرى هى عين طفل تربى فى سيناء منذ أن كان عمره 5 سنوات.. وكان هذا تحديدًا فى عام 1961 عندما كان يُنتدب أبى للعمل فى سيناء مثل جميع المهن والوظائف وقد كانت أيام طفولة رائعة فى بلد لم يكن قد مضى على خروجه من عدوان 1956 سوى سنوات قليلة.

وقد كنا نذهب إلى رفح مع عائلتى فى رحلات سريعة لنشترى منها الطعمية بالحمص واللب الأسمر والصينى وخلافه، وكمان لا أنسى ذكرياتنا فى غزة.. ولكن لطول المقدمة سأكتفى بهذا لأتحدث فى صلب الموضوع وهو أننا نتكلم كثيرًا عن التعويضات لأهل رفح المصرية، وهنا لابد من التوضيح أقر وأعترف أن بعض ضعاف النفوس قد سقط فى بئر الأنفاق ولكن للتاريخ وللأمانة كانت الأنفاق فى أول الأمر لاتتعدى عبور بعض البضائع والسلع لتفادى روتين المعابر ولزيادة الأرباح، ولكنها للأسف ارتبطت بالأحداث السياسية، وهنا لابد أن أؤكد أنى ليس لدى معلومات عن هذا التطور وهل استجاب الكل أو البعض ولكن ماأؤكده أن الضغوط عليهم كثيرة وكبيرة، وظهر هذا جليًا فى موافقة الكثيرين دون قيد أو شرط على تسليم أرضه للدولة، لأن قصة شراء الأرض ليست هى مشكلتهم الوحيدة ليكون التعويض هو الحل، ولكن الارتباط بالأرض ونشأتهم بها وذكرياتهم هى أشياء لاتقدر بمال فلا تصوروا ما يحدث بأنه مزاد بين حكومة ومصريين لأن فى رفح الوضع يختلف فأنت لاتتحدث على شقة على النيل ولا فيلا فى مارينا، ولكنك تتحدث عن الوطنية المغروسة فى دماء أهالى سيناء ورفح المصرية، إن من يتحدث عن المال فقط يحرمهم من تضحيتهم بأرضهم لصالح وطنيتهم وشعورهم الذى لابد من أن يصل لكل مصرى بدورهم فى دحر الإرهاب، الذى فُرض عليهم ولم يسعوا إليه.. فى رفح تجد وطنيين مثلما تجدهم فى القاهرة والشرقية وسوهاج وحلايب فى رفح ظروفهم صعبة، ولكن إرادتهم قوية..

صحيح هناك مشكلة ولكنها ليست صناعتهم ولكنها صنيعة الظروف وصنيعة الإرهاب.. تحياتى لأهل رفح فى أى بقعة على أرض مصر وأنا متأكد أنه لو بأيديهم يموتون فى سبيل مصر فلا تقللوا من وطنيتكم ولا من حبكم لبلدكم ولا من عروبتكم فليس بالتعويضات فقط يحيا المصريون.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة