وشرح اللواء محمد نجيب مساعد وزير الداخلية للسجون الأسبق كواليس عمليات المراجعات الفكرية التى تجرى فى السجون، أنه يتم الاتفاق مع عدد من العلماء والشيوخ سواء من الأزهر الشريف أو القيادات السابقة بالإخوان الذين انشقوا عن الجماعة، بالذهاب إلى السجون والالتقاء بالسجناء ومناقشتهم فكرياً والعمل على تعديل أفكارهم المتطرفة.
رئيس قطاع السجون الأسبق: رجال الدين يبذلون جهد غير عادى مع السجناء
وأضاف رئيس قطاع السجون الأسبق، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن رجال الدين يلتقون السجناء الصادر بحقهم أحكام والمحبوسين احتياطياً على السواء، ويبذلون جهدا غير عادى فى إقناعم، وربما يتعرض علماء الدين لسباب من بعض قيادات الجماعات الإرهابية المحبوسين، الذين يصفون رجال الدين بأنهم "بتوع الحكومة"، وقد لا يتعاملون معهم من الأساس ويفضلون الصمت.
رئيس قطاع السجون الأسبق: الفئات الشبابية أكثر قبولا للمراجعات الفكرية
وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن نسب الاستجابة تتوقف على الأشخاص الذين يتم التحدث معهم، ففى الغالب الأعم يكون هناك فتور من كبار قيادات الجماعات الإرهابية حفاظاً على ماء الوجه، وتعالى منهم خوفا أن يقال عنهم أنهم تراجعوا عن أفكارهم بعد دخولهم السجن، لكن الفئات الشبابية أكثر قبولا للمراجعات الفكرية.
وأكد اللواء محمد نجيب، أن خريطة المراجعات الفكرية تتم فى معظم السجون الموجود فيها عناصر الجماعات الإرهابية مثل سجون طرة وأبو زعبل وبرج العرب والوادى الجديد وسجون الشرقية والدقهلية.
المراجعات الفكرية تقلص من حجم الحوادث الإرهابية
وأردف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن هذه المراجعات تحد من العمليات الانتحارية التى تنفذ فى الخارج وتقلص من حجم الحوادث الإرهابية التى تعانى منها البلاد.
مساعد وزير الداخلية الأسبق: لابد من مواجهة الفكر بالفكر
ومن جانبه، أكد اللواء محسن حفظى مساعد وزير الداخلية الأسبق، ومن أبرز الأسماء التى عملت بجهاز الأمن الوطنى، أن المراجعات الفكرية تمت منذ سنوات وأتت بثمارها المرجوة، وأن الطريقة المثلى للاستفادة منها الآن تكون باستقدام علماء دين وأخصائيين نفسيين للالتقاء بالمتشددين والعناصر الإرهابية، وتخصيص برنامج على التليفزيون لاستضافة هؤلاء العناصر ويظهر معهم رجال دين لإقناعهم بالعدول عن أفكارهم، مشدداً على أهمية مواجهة الفكر بالفكر.
وأوضح اللواء محسن حفظى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه للأسف هناك صعوبات فى إقناع الذين يحملون السلاح بالخارج، ويرتكبون حوادث إرهابية، حيث إن التعامل مع هذه الفئة لا يكون بالفكر وإنما بالتصدى لهم بالسلاح أيضا من قبل الأجهزة الأمنية.
وكانت مصر عانت من الإرهاب فى تسعينات القرن الماضى وظهرت كتب حملت مراجعات فكرية وبحوث فقهية توضح الأسس الشرعية لوقف العنف وتبين الأخطاء، وهى "مبادرة وقف العنف، رؤية شرعية ونظرية واقعية، حرمة الغلو فى الدين وتكفير المسلمين، تسليط الأضواء على ما وقع فى الجهاد من أخطاء، وأخيرا النصح والتبيين فى تصحيح مفاهيم المحتسبين"، وشارك فى صياغة هذه الكتب كرم زهدى، وناجح إبراهيم، وعصام دربالة، وأسامة حافظ، وفؤاد الدواليبى، وعلى الشريف، وحمدى عبد الرحمن.