حسين رمضان سالم يكتب: العباقرة يمتنعون

الأربعاء، 02 ديسمبر 2015 02:18 م
حسين رمضان سالم يكتب: العباقرة يمتنعون الطالب المصرى مصطفى الصاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى البدء كانت الفكرة، هى جذر كل شىء وأصل العمل؛ فالأفكار هى قاطرة التقدُّم لأى أمة، وأصحاب الفِكَر لابد أن نميزهم بما يستحقون ولاسيَّما إن كانت أفكارهم تتميز بالإبداع والعبْقريّة فالعباقرة هم القدوة الحقيقيّة التى نفتقدها الآن، التى أصبح وجودها عدمًا.

أمامنا قصتان لشابيْن: أما الأول فمخترع، والثانى أفكار إبداعية وعبقرية. أما الأول: فهو الطالب (مصْطفى الصاوى) صاحبُ فكرة السَدِّ العربى الذكّى الذى يستطيع توْليد الطاقة الكهْربائية من ثلاثةِ مصادرَ مجتمعة فى آن واحد، ففكرته العبقرية عرضها فى عدة مسابقاتٍ عالميّة نالت إعجاب وإشادة العلماء وفى الخارج حصل على الجوائز بها. أما فى بلدنا المحبوبة لم يهتم به أحدٌ سوى حصوله على شهادة تقدير من وزارة التربية والتعليم وكان هذا أقصى ما قدّمتْه حكومتنا للعباقرة فلم يبحث عنه أحد لتنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع والاستفادة منها لسد عجز الطاقة الذى نعانى منه وفى خضم هذا التجاهل وجد الطالب يدًا من الخارج تمتد إلى فكرته إنها دولة الإمارات الشقيقة وفّرَت له منحة للدراسة داخل إحدى مدارس المتفوقين بها وقدّمت له ما يحْتاج ليخرج مشروعه إلى النور.

أما الحالة الثانية: فهى حالةُ الشاب صاحب فكرة خلاّقة وعبقريّة إنه (أحمد الطماوى) صاحبُ فكرة الإعلان على تذكرة المترو وكيفيّة إدخالها ربحًا على هيئة المترو وزيادة دخلها: فهى فكرة صغيرة لكنّها عبقرية لقد حاول الشاب تنفيذ فكرته فى مصر ولكن هيهات فقد تجاهله الكل وتجاهل فكرته فى الوقت الذى نفكر فى زيادة ثمن تذكرة المترو أو ليست هذه الفكرة أولى فى تنفيذها؟! ومرة ثانية تمد الإمارات الشقيقة يدها لتتلقف ثمار العبقريّة وتشترى الفكرة وتنفذها فى ثلاثة أيام فقط.

إلى كل من حارب هذين الشابين وشكَّكَ فى وطنيتهما لقد حاول كل منهما تحقيق فكرته فى مصر دون جدوى فهم العباقرة ولكن فى مصر العباقرة يمتنعون.
فى مصر تموت الأفكار الجيدة ولا يبقى إلا الغًثُّ منها.. فى مصر لا نريد عباقرة ولكننا نريد شعبا
مستهلكا فقط.
أيها السادة إن أردنا التقدم فلنحتضن عباقرة الفِكَر ونمد يد العون لهم؛ لتحقيق فِكَرهم.
وفى النهاية نشكر دولة الإمارات الشقيقة على عون هؤلاء العباقرة؛ الفكرة التى لا تُنفذ تموت. وفى بلادنا عباقرة لا يهتم بهم أحد.
متى تنزع حكومتنا لافتة "العباقرة يمتنعون" وتضع بدلاً عنها "مرحبًا بالعباقرة"؟!













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة