مؤمن محمد صلاح يكتب: كيف تتعامل مع مراهق؟

الخميس، 07 مايو 2015 03:32 ص
مؤمن محمد صلاح يكتب: كيف تتعامل مع مراهق؟ ورقة وقلم - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل من الاختلاف بين الأجيال هى الفجوة التى تحدث بين فهم كل منهما الآخر، وكل جيل يأتى يكون أقل ورعًا وتقوى من الجيل السابق، وكلما يزداد العمر تزداد الفجوة، وفى مرحلة من مراحل عمر الإنسان ظهرت مع علوم النفس والاجتماع سميت بمرحلة المراهقة، مصطلح لم يدرج فى كتب الفقه الإسلامى ولكن تناولته كتب الفقه بمسميات أخرى وحث الإسلام على معالجة هذه الفترة بأشكال كثيرة فمنذ المرحلة الأولى من الزواج واختيار الأم الصالحة ثم ذكر الله عند الجماع والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم أن يتجنب الشيطان هذا المولود، ثم تعليم الصلاة منذ سبع سنوات والضرب عليها عندما يصل إلى العشر، وتعليم شىء من القرآن والحرص على تنشئة الأولاد تربية إسلامية كل هذا يجعل للأبناء حصنًا حصينًا من شياطين الأنس والجن فى مرحلة ما بعد البلوغ أو ما تسمى المراهقة ولكن الآن ما يجب علينا فعله لاحتواء هذا المراهق حتى يعبر بر الأمان.
أولاً: كن صديقًا له منذ الصغر ولا تجعله ينفر منك حال وقوع خطأ، ذكاؤك أن تجعله يثق بك ولا يخاف أن يحدثك عن خصوصياته، وعلمه أن يختار أصدقاءه بعناية حتى لا يقودوه إلى طريق تندم عليه، علمه أن يقول لا لأصدقائه حال أن دعوه للانحراف والضياع، علمه أن يكون على وعى بما يحدث حوله، لا يكون متبوعًا بلا وعي
ثانيًا: لا تكثر من خوفك الزائد عليه حتى لا يصبح انطوائيًا بعيدًا عن الناس منعزلاً عن عالمه وعن جيله، اترك له حريته ولا تتوقع أنه ليس بالذكاء الكافى لكى ينتصر على مشاكله الخاصة، كن ناصحًا رحيمًا وعند اللزوم كن شديدًا صارمًا تعامل مع أولادك بذكاء حتى لا تفقدهم من بين أيديك
ثالثًا: اجعل له خصوصية لا تتطفل عليه ولا تكن مثل المراقب ليل نهار فهو لو يريد أن يخدعك فسيفعل ذلك بسهولة، لا تتدخل فى كل كبيرة وصغيرة تخصه اجعل له عالمه الخاص من رسائل واتصالات وخلافه، اجعل الصداقة التى بنيتها معه هى التى ترده إليك ليروى لك تفاصيل حياته وهو مطمئن من حسن تصرفك معه.
رابعًا: يجب عليك أن تحترم المراهق فى كل وقت أمام الناس وأمام زملائه ولا تهينه أبدًا فقد تتسبب فى مشكلة نفسية له فى هذه المرحلة وأنت لا تدرى، وعليك التبين قبل الاتهام عندما يأتى أحدهم ليشكو لك من أفعاله فتبين قبل الاتهام وقبل الشك الذى قد يفقد المصداقية والصداقة التى بنيتها مع أولادك.
خامسًا: الاحتواء يجب عليك تفهم اختلاف الأزمان وما يواجهه الآن المراهق من عرى للنساء وانفتاح حول العالم من الإنترنت والتلفاز وغيره، كل هذه مغريات تؤثر بالسلب عليه فكن ناصحًا وصديقًا محتويًا متفهمًا لما يحدث حولك يقظًا مع أكبادك.
سادسًا: وجه ابنك حول استغلال طاقته بحيث لا تتركه للفراغ وأصدقاء السوء يفعلون به ما يشاءُون، شجعه على الرياضة والقراءة والإطلاع والبحث عن المعلومة واستغلال كل دقيقة من وقته، علمه أن الوقت ليس للترفيه وألعاب الكمبيوتر فقط، ولكن لا بأس من الترويح مع معرفة مصلحتك والحرص على ما ينفعك.
سابعًا: ربوا أولادكم على زمانهم لا على زمانكم فإنهم ولدوا لزمان غير زمانكم، ورحم الله سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه عندما قال حم الله والدين أعانا ولدهما على برهما ( فالصحابى أسامة بن زيد رضى الله عنه قاد الجيش وعمره ثمانية عشر عامًا فهل تعامل ابنك ذى الثمانية عشر عامًا على أنه يصلح لقيادة الجيش فى هذا الزمان، فتفهم اختلاف الأجيال والانحدار الأخلاقى المجتمعى حتى لا تظلم أولادك.
ثامنًا: كن مستمعًا جيدًا له وناقشه فى الأمور الجنسية بأسلوب الإقناع والحكى القصصى لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه شاب فقال له يا رسول الله أئذن لى بالزنا، فما كان من الحبيب إلا أن عرض الأمر عليه أترضاه لأمك أو لبنتك أو لأختك أو لعمتك أو لخالتك إلى أن أجابه الشاب بالرفض فقال له ولا الناس يرضونه، فخرج الشاب هادئ النفس بعد أن دعا له الرسول بأن يطهر قلبه ويحصن فرجه ويغفر ذنبه، ولا شك أن هذا الأسلوب مع المراهق منذ الصغر يجعله غيور على عرضه أكثر، مراقبًا لله ذاتيًا.
تاسعًا: مراقبة المراهق ليس على طريقة فقد الثقة ولكن على طريقة الاتباع بالحب وأن تسأل عنهم عند الله يوم القيامة فكن مراقبًا دون علمه ولا تخبره ولا تشعره بذلك لكى تتأكد أنه يمشى فى الطريق المستقيم، أم وجب عليك الجلوس معه والتفاهم بهدوء وإلحاقه قبل الوقوع فى شىء لم يتفهموه جيدًا.
عاشرًا: أعلم أن من يتق الله يجعل له مخرجًا وأن صلاح الأب والأم يعود على أبنائهم، وتذكر أخى قول الله تعالى (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدًا) فخشيتك وخوفك واتقاؤك لله يحفظ لك أبناءك وبناتك مهما عصفت بك الحياة، فتربيتك فى البيت ومحافظتك على حدود الله سيكون أثره واضحًا على أولادك مهما كانت الضغوط الخارجية أكبر، فكن مربيًا صالحًا محتويًا لأولادك حنونًا عطوفًا عليهم، قريبًا وصديقًا منهم، متفهمًا لكل فترة وحقبة من الزمن، متفهمًا لعناد فترتهم وتقلباتها حازمًا وصارمًا عند اللزوم بارك الله لكم فى أولادكم وأعانكم على تربيتهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة