د.عبدالجواد حجاب يكتب: الثورة مبادئ وليست مجرد أحداث

الأربعاء، 19 أغسطس 2015 12:21 م
د.عبدالجواد حجاب يكتب: الثورة مبادئ وليست مجرد أحداث ثورة 25 يناير - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور فترة من الزمن يبقى فى ذاكرة أى أمة من أى ثورة مبادئها وبالتدريج تتلاشى أحداثها لأنها فى الغالب ما تكون مأساوية.

من الثورات الكبرى فى العالم الثورة الفرنسية والثورة الامريكية والثورة اليونانية والثورة البلشفية والثورة المصرية والثورة الكوبية والثورة الايرانية.

فى تفاصيل الأحداث المواكبة لكل ثورة نجد الكثير من المآسى والصراع بين الأجنحة وربما دماء ليكون الحدث جرح بدرجة معينة من الخطورة والذى لابد إن يلتئم ويتم ترميمه ويذهب إلى عالم النسيان لتبقى مبادىء واهداف الثورة هى الشغل الشاغل لقادة هذه الثورة وبالتالى كل افراد الامة.

الثورة الفرنسية تركت قيما خالدة ناضل جميع احرار العالم لنشرها فى كل الدول الاوروبية والعالم اجمع وسادت هذه المبادىء فى التربة الاوروبية بعد اكثر من مائة عام . تأثر الشعب المصرى العظيم بمبادىء وقيم الثورة الفرنسية من خلال الحملة الفرنسية على مصر والتى استمرت ثلاث سنوات . جاء محمد على ليؤسس مصر الحديثة متاثرا بمبادىء الثورة الفرنسية وحاول تخليص مصر من الاحتلال التركى وحكم المماليك. ارسل وفودا من طليعة الامة المصرية إلى فرنسا لدراسة مبادىء الثورة الفرنسية واستكمال النهضة التى احدثتها الحملة الفرنسية على مصر.

الثورة المصرية فى يوليو 52 كان الحدث الاكبر فى حياة الشعب المصرى وذهب الحدث ولكن بقيت المبادىء والاهداف العظيمة لهذه الثورة. هذه الثورة كانت ومازالت اضاءة فى فضاء التاريخ المصرى.ستة مبادىء عظيمة تم تحقيقها جميعا ماعدا المبدا السادس وهو اقامة حياة ديموقراطية سليمة. تم الانقضاض على الملكية واقامة الجمهورية وتم ازاحة الاحتلال وتم القضاء على الاقطاع وتم ترسيخ مبادىء العدالة الاجتماعية ولظروف بسبب التحديات الجسيمة للزعيم عبد الناصر واصراره على الوقوف بجوار الشعب الفلسطينى فى اصطفاف عربى تحت عنوان القومية العربية ومساعدة حركات التحرر الوطنى ووقوف الدول الغربية امام طموحات جيش وشعب مصر كعدو واضرارنا إلى التحالف مع القطب الشيوعى تاجل تحقيق الهدف السادس

ثورة عملاقة وأهداف مبهرة التف حولها الشعب والجيش وتم اعادة تشكيل المجتمع وبدانا نمط جديد للحياة ولنظام الحكم واستمرت الثورة على قيم الاستقلال والاعتماد على الذات والاعتزاز بالروح المصرية بالرغم من الرفض الدولى والاقليمى لزعامة مصر والرئيس عبدالناصر.

بعد حرب اكتوبر ومعاهدة السلام كان لابد من التغيير التدريجى فى عالم جديد احادى القطبية بدا الزعيم السادات وهو من رحم قواتنا المسلحة العظيمة فى فتح مجال للمعارضين واغلق المعتقلات وجاء بعده الرئيس مبارك وكان المفروض عليه تغيير نمط الحياة السياسية ولكنه تركها للركود والتيبس وانتشر الفساد فى كل المجالات وتحولت مصر إلى دولة عجوز تعانى من الضعف وتلاشت قوتها الناعمة وضاق الشعب وانتفض فى 25 يناير مطالبا بالحرية والعدالة والكرامة ومع البطء الشديد وتراجع هيبة الدولة وانتشار الفوضى انتفض الشعب مرة اخرى فى 30 يونيو وفى المرتين لم يجد الشعب صدر حنون الا الجيش الذى ادى التحية لشهداء ثورة يناير واستجاب لطلبات الشعب فى 30 يونيو .

انتهى حدث الثورة الذى لابد إن تلتئم جروحه بمصالحة شاملة لاتستثنى احدا استعدادا للانطلاق بمصر نحو يحقيق المبادى والاهداف التى تحتاج إلى مجهودات عظيمة وجبارة لاستعادة مكانتها الدولية والاقليمية وتحقيق نصر ساحق على الارهاب وخاصة فى سيناء .

لا يوجد لدينا شك على الاطلاق فى صدق نوايا القادة العظام لقواتنا المسلحة فى الاصرار على تطهير البلاد من عناصر الاجرام والارهاب واعادة بناء مصر واستكمال مبادىء ثورة يوليو وتحقيق مبادىء مبادى ثورة يناير بالكامل ولكن الطريق شاق وطويل وبه صعوبات كثيرة تحتاج منا الصبر والالتحام مع قواتنا المسلحة الباسلة والشريفة وخاصة اننا نمتلك دستور عظيم تم وضعه لتحقيق مبادىء ثوراتنا ويحتاج إلى تفعيله وتحويله إلى قوانين يشرعها مجلس نيابى منتخب بصناديق شفافة .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة