"حلم سارة".. مترجمة إشارة والداها من الصم ورسالتها نشر لغتهما بين الأسوياء

السبت، 18 فبراير 2017 06:02 م
"حلم سارة".. مترجمة إشارة والداها من الصم ورسالتها نشر لغتهما بين الأسوياء سارة مترجمة لغة الإشارة ووالدتها
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فقدا السمع قبل بلغوهما سن العاشرة، نتيجة ارتفاع مفاجئ فى درجة حرارة الجسد، لكنهما أصرا على استكمال حياتهما والسير فيها بشكل طبيعى، وربطت بينهما قصة حب، كان لصديق مشترك لهما دور فيها، وانتهت بزواجهما وتكوين أسرة قوامها أربعة أطفال.

عاش الأبناء وسط أم وأب من الصم وضعاف السمع، كل منهما شق طريقه فى الحياة، باستثناء الابنة الوسطى، التى قررت التعمق فى مجال لغة الإشارة، حتى أصبحت مترجمه لغة إشارة تحمل على عاتقها نقلها وتعليمها لأجيال جديدة.

هذا هو ملخص لقصة "سارة صفوت الجوهرى"، صاحبة العشرين سنة، مترجمة لغة الإشارة وصاحبة مبادرة "قرب منّى أنا أصم"، وعلى صعيد هذه التجربة تقول المذيعة بأول قناة للصم وضعاف السمع على اليوتيوب: "والدتى فنانة تشكيلية وموظفة بإحدى الشركات، ووالدى كان موظف أيضًا، عندما ولدت وجدت كل منهما أصم وضعيف السمع، وأرفض تسميتهم بالصم والبكم كما هو متداول إعلاميا، ورغم ذلك لم يقصروا فى تربيتى وتعليمى ومساعدتى على الاختلاط بالناس والتفاعل مع البيئة المحيطة، من خلال حرصهما على زيارة الجيران وجدتى ومشاهدة التليفزيون باستمرار، كى أبدأ فى التقاط الحروف والكلمات ومن ثم الحديث.

والدا سارة تواصلا معها عبر لغة مشتركة، بدأت فى فهمها واستيعابها تدريجيًّا، حتى أصبحت ضليعة فيها فيما بعد، متابعة: "كان التواصل مع والدى ووالدتى فى البداية صعبًا جدا، لكن بدأنا نتواصل معا عبر لغة الإشارة، حتى أدركت واستوعبت الأمر، خاصة أنهما لا يجيدان القراءة والكتابة بالشكل المطلوب، كحال ما يقرب من 9 ملايين أصم وضعيف سمع".

تحكى "سارة" عن بداية دخول والدتها مجال الفن التشكيلى، قائلة: "والدتى تعشق الفن، ووجدت فيه منذ أن كانت فى العشرينيات من عمرها السبيل الوحيد لتوصيل كل ما يدور داخلها للناس، وبالفعل برعت فى هذا المجال حتى صارت الآن تجوب العالم بلوحاتها، حتى حصلت على جوائز أفضل امرأة صماء على مستوى الوطن العربى والعالم الأوروبى فى مجال الفن التشكيلى، وكانت آخرها جائزة فى 2013 من الولايات المتحدة الأمريكية".

كل ما تتمناه مترجمة لغة الإشارة الشابة، هو تعليم هذه الطريقة فى التواصل مع الصم وضعاف السمع ونشرها على نطاق واسع بين الأسوياء، وذلك لتسهيل التواصل مع الآخرين من الصم، مستطردة: "نفسى لغة الإشارة تكون موحدة فى مختلف الدول العربية، ويتم تدريسها فى المدارس للأطفال، لتشكيل وعيهم وثقافتهم تجاه رفقائهم الصم، نحن فى حاجة لأن تلتفت وزارة التربية والتعليم لهذا الأمر، من خلال تأهيل المدرسين للتعامل بلغة الإشارة فى المدارس الخاصة بهذه الشريحة، إضافة لتخفيف المناهج للتناسب مع إمكانياتهم، إضافة إلى أننا بحاجة لمترجمى لغة إشارة فى المصالح الحكومية والمستشفيات لإنقاذ الحالات المريضة، وهذا ما حدث مع أبى، فنتيجة عجز أطباء استقبال الطوارئ فى إحدى المستشفيات عن فهمه، توفى دون أن يسعفه أحد".

وتتابع سارة حديثها قائلة: "على المستوى الإعلامى، أتمنى أن تكون هناك قناة تليفزيونية مخصصة للصم وضعاف السمع، بدلا من الاكتفاء بالشاشة الصغيرة التى يتم وضعها أسفل يسار الشاشة خلال البرامج، وأخيرًا توفير فرص عمل كافية لهم بدلا من نسبة 5% المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة".

سارة مع والدتها
سارة مع والدتها

 

مترجمة الإشارة الشابة ووالدتها
مترجمة الإشارة الشابة ووالدتها

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة