مدير مباحث الأموال العامة الأسبق يكشف لـ"اليوم السابع" أسرار "تقليد العملات" وتطور أسلوب العصابات.. اللواء نجاح فوزى: مصر أنتجت عملتها 1967 وهناك 3 عناصر لتأمين النقود يصعب اختراقها.. و"المركزى" ضاعفها عام 2000

الثلاثاء، 27 يونيو 2017 07:04 م
مدير مباحث الأموال العامة الأسبق يكشف لـ"اليوم السابع" أسرار "تقليد العملات" وتطور أسلوب العصابات.. اللواء نجاح فوزى: مصر أنتجت عملتها 1967 وهناك 3 عناصر لتأمين النقود يصعب اختراقها.. و"المركزى" ضاعفها عام 2000 اللواء نجاح فوزى مدير مباحث الأموال العامة الأسبق-أرشيفية
حوار أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار 30 عاماً هى مدة عمله فى إدارة مباحث الأموال العامة، كان اللواء نجاح فوزى دوراً بارزاً فى ضبط العديد من عصابات تقليد العملات، وشهدت فترة رئاسته للجهاز نشاطاً ملحوظاً، كان جديراً بحق لأن يحفظ للعملة المصرية قيمتها ويحميها من مخاطر التقليد، الذى يهدد الاقتصاد ويشكل خطراً بالغة على قيمة العملة المحلية مقارنة بالعملات الأجنبية، فضلاً عن نتائجه الكارثية الأخرى والتى تصل إلى ارتفاع معدلات التضخم.

 

أجرى "اليوم السابع" حوارا مع اللواء نجاح فوزى مدير إدارة الأموال العامة السابق، حدثنا خلاله عن فترة الـ30 عاماً التى قضاها يحارب عصابات التزوير ومافيا تقليد العملات، كاشفاً عن تاريخ انتاج العملة المصرية وتطورها ودور الجهاز فى الإيقاع بتلك العصابات.

 

فى البداية حدثنا عن تاريخ انتاج العملات المصرية؟

مصر بدأت فى إنتاج عملتها بنفسها فى عام 1967 وقبل ذلك التاريخ كانت العملات المصرية تنتج فى الخارج، وكانت أكبر عملة مصرية تم انتاجها حتى عام 1979 العملة فئة العشرون جنيهاً، بعدها ظهرت العملة فئة الـ100 جنيه _صفراء اللون_، وتم إيقاف إنتاجها (وظلت مقبولة بقيمتها)، وفى النصف الثانى من التسعينات ظهرت العملة المصرية فئة الـ50 جنيها.

 

لكل عملة عنصر تأمين يحافظ عليها ويحميها من محاولات التزوير.. كيف تؤمن مصر عملاتها؟

هناك 3 مستويات لتأمين العُملات، المستوى الأول هو مستوى المواطنين، ودُعمت فيه العملات بعناصر تأمينية يسهل على المواطنين التعرف عليها ومن بينها، ملمس الورق المصنوع منه العملة وخط الضمان والعلامات المائية، والمستوى الثانى هو المستوى المصرفى حيث دعمت العملات بعلامات مائية وأرقام وحروف خفية وصغيرة للغاية لا تظهر إلا باستخدام عدسات مكبرة والإشاعة فوق البنفسجية، والمستوى الأخير وهو مستوى المعامل وهو متقدم للغاية ويتم التعرف فيه على سلامة العملات عن طريق نوع الورق المستخدم ومكوناته والأحبار المستخدمة فى الطباعة.

 

هل يتم تدعيم العملات بعناصر تأمينية مضاعفة مع تطور وسائل التزوير؟

يتم تطوير عناصر تأمين العملات بشكل دورى، وفى عام 2000 تم دعم العملات المصرية بعناصر تأمين مضاعفه، وشدد البنك المركزى إجراءات تأمين العملات، وعالج القصور الذى كانت تعانى منه بعض الفئات، وكان فى الماضى قناع "توت عنخ امون" علامة مائية لكافة العملات، أم الآن فأصبح لكل عملة علامة مائية خاصة بها، موضحاً أن البنك المركزى يعطى أولوية كبيرة لتأمين العملات ذات القيمة المالية الكبيرة ودعمها بعناصر تأمين أكبر من عناصر التأمين التى تدعم بها العملات الورقية ذات الفئات الأقل فى القيمة.

 

هل يمكن تقليد العملات بشكل كامل؟

لا يمكن تقليد العملات بشكل كامل بنسبة 100 %، ودائماً ما تكون العملات المقلدة بها عيوب يمكن كشفها بسهولة؛ وذلك لأن شركات انتاج الورق المستخدم فى صناعة النقود، محدودة جداً فى العالم، فضلاً عن ارتفاع ثمن ذلك الورق بما لا يحقق الجدوى من تقليده، اضافة إلى أن الماكينات المستخدمة فى طباعة النقود أسعارها مرتفعة للغاية ولا يتم بيعها لأى جهة بسهولة.

 

كيف كانت تتم عمليات تقليد النقود قديماً ؟

تقليد العملات مر بمراحل عديدة بالتوازى مع التطور التكنولوجى الهائل الذى شهده العالم خلال 30 عاماً، ففى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، اقتصرت عمليات تقليد العملات على التصوير الضوئي وطباعة الأوفسيد، التى كانت تتم عن طريق آلات طباعة كالمستخدم فى طباعة الجرائد، وكان يسهل التعرف على العملة المقلدة، كما انتشرت طريقة أخرى لتزوير العملات عن طريق تصويرها ومن ثم اعادة تلوينها، وكانت أخر قضية سجلتها مباحث الأموال العامة بطريقة الطباعة السطحية عام 1994.

متى بدأت العصابات تطور أسلوبها وتستخدم التكنولوجيا الحديثة فى تقليد العملات؟

فى مارس عام 1995 سجلت مباحث الأموال العامة أول قضية تقليد عملات، استخدم فيها الطابعات الملونة، وفى تلك الفترة لم يكن هناك رقابة حكومية على تلك الطابعات، وعلى الرغم من ذلك لم تكن تلك الطابعات جيدة بما يكفى لإخراج عملات مقلدة بشكل متقن، وكان بها العديد من العيوب، أبرزها عدم احتواها على علامات مائية، ولذلك لجئت العصابات فى تلك الفترة على ترويج العملات المقلدة بين العملات السليمة حتى يصعب التعرف عليها.

 

ما هى الأضرار الناتجة من تقليد النقود المحلية ؟

أضرار تلحق بالمواطنين جراء تداولهم عملات نقدية مزورة.

 

ما هى أغرب قضية تقليد عملات عملت عليها خلال 20 عاماً؟

أغرب قضية تقليد عملات عملت عليها خلال فترة رئاستى لمباحث الأموال كانت بعد ظهور العملة الورقية فئة الـ100 جنيه الصفراء اللون، واكتشفنا ظهور عملات ضخمة مشابهة فى مظهرها للورقة المالية فئة الـ100 جنيه صفراء اللون مقلدة بشكل جيد، وبفحصها تبين لنا أنها مقلدة على ورق خاص بالعملة الوطنية فئة 25 قرش.

 

وكيف توصلتم للعصابة التى قلدت تلك العملة؟

وفقاً للمعلومات التى توفرت لدينا، تأكدنا أن القائمين على تقليد تلك العملات سرقوا كمية من الورق الخاص بطباعة العملة الوطنية فئة 25 قرش واستخدموها فى طباعة الورقة فئة الـ100 جنيه صفراء اللون لقلة عناصر التأمين الموجودة بها وبالتحرى توصلنا إلى هوية الجناة وتمكنا من ضبطهم.

 

إنفو..

·  1967 بداية إنتاج العملة المصرية محلياً

·  الـ20 جنيه أكبر عملة مصرية حتى عام 1979

·   ظهور العملة المصرية فئة الـ50 جنيها فى النصف الثانى من التسعينات

·  دعمت العملات المصرية بعناصر تأمين مضاعفة عام 2000

·  1995 ظهور أول قضية تقليد عمليات باستخدام الطابعات الملونة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة