من هنا كانت البداية.. طليطلة ثغر المسلمين الأكبر وسبب سقوط الأندلس

السبت، 25 مايو 2019 06:30 م
من هنا كانت البداية.. طليطلة ثغر المسلمين الأكبر وسبب سقوط الأندلس سقوط طليطلة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى 934 على سقوط مدينة طليطلة أحد معاقل المسلمين فى الأندلس، فى 25 مايو عام 1085 م، وكان ذلك بداية سقوط معاقل الإسلام فى الأندلس تباعًا حتى انتهى الوجود الإسلامى بسقوط غرناطة سنة 897 هـ الموافق لعام 1492.
 
وبحسب كتاب "بيت الحكمة العباسى ودوره فى ظهور مراكز الحكمة فى العالم الإسلامي" للدكتور حيدر التميمى، إن سقوط طليطلة كان يمثل أهمية كبيرة للأسبان، وقد كان استيلاء ملك ليون وقشتالة على المدينة عام 1085 م، من أهم أحداث التاريخ الإسبانى فى العصور الوسطى، فقد كان له نفس الصدى الذى حدث عن سقوط هذه المدينة، يوم كانت عاصمة القوط الغربيين القديمة فى أيدى المسلمين، ونظرا للمكانة العظيمة التى تحظى بها هذه المدينة لدى الأسبان بعد استرجاعها، فقد أمتد اسمها إلى مناطق كثيرة فى أمريكا الجنوبية والفلبين والبرتغال.
 
ويفسر كتاب "المدن والآثار الإسلامية فى العالم" للمؤلف أحمد الخالدى، إنه عندما توفى المأمون يحيى (ثانى حكام طائفة طليطلة من بنى ذى النون فى عصر ممالك الطوائف) عام 466 هـ/ 1074 م، تولى حفيده القادر بالله يحيى، وفى عهده ثار عليه أهل طليطلة لقتله وزيره ابن الحديدى، وأرغموه على الرحيل، فاستعان "القادر بالله" بألفونسو السادس ملك قشتالة لاسترداد ملكه، وأقبل ألفونسو بجيوشه، وحاصر المدينة، ودخلها واغتصبها من القادر بالله، فخرج له عنها فى شهر صفر 487 هـ/ 1085 م مقابل مظاهرة ألفونسو له على بلنسية.
 
ويوضح كتاب "الأندلس من السقوط إلى محاكم التفتيش" أن أحداث سقوط طليطلة وسرقسطة، جاءت وقت تصاعد الخطر الإسبانى على بلاد المسلمين فى الأندلس، حيث كان بدأ ألفونسو السادس يسدد ضرباته القوية على ممالك الطوائف المختلفة، حتى أضعفها وأنهكها، مرة بالجزية، ومرة بالغارات المتتالية، والواقع أن أحوال يحيى القادر فى طليطلة كانت تنذر بالخطر ووقوع النكبة.
 
إذ اندلعت الثورة ضده فى المدينة، وهرب منها إلى حصن وبذة سنة 472 هـ، إلا أنه استطاع أن يعود على حراب ألفونسو مرة أخرى، والتى أعقبتها زواله وخروجه ذليلا من طليطلة، إذ وقعت النكبة وسقطت فى يد ألفونسو، وخرج عبد القادر إلى بلنسية تحت الحماية القشتالية.
 
ويوضح الدكتور راغب السرجانى فى كتابه "قصة الأندلس" أنه بسقوط طليطلة، سقط الثغر الإسلامى الأعلى فى بلاد الأندلس، وهكذا ضحى المسلمون هناك بمعقل إسلامى مهم، نتيجة خطأ سياسى جسيم، ودلالة على استهتار حاكم المدينة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة