آسر أحمد

برنامج محدش فاهم حاجة "لإهانة الإنسان وتعذيب الحيوانات" مش للضحك

الأحد، 10 مايو 2020 03:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلال السنوات الأخيرة أصبحت برامج المقالب والسخرية من أبرز الطقوس الرمضانية التي تتسارع عليها القنوات بشكل هيستيري لجذب المشاهدين ولتحقيق أكبر نسبة مشاهدة، بدون الالتفات للطرق التي يستخدمها البرنامج والتي تحولت في برنامج "محدش فاهم حاجة" الذي يقدمه الفنان محمد ثروت، لإهانة الضيف بشكل مبالغ فيه وتعذيب الحيوانات لاستخراج الـ "أفيه" لـ إضحاك المشاهد.

ما لا يدركه الفنان الذي يتم وصفه بانه "كوميديان" أن أهانه الضيف في الحلقة ومحاولة التقليل من شأنه لن ولم تساعده في استخراج "الضحكة" من المشاهد الذي استوعب بشكل كبير قيمة الكوميديا الحقيقة التي تتناسب مع الذوق العام بدون المساس بالضيوف.

تحولت البرامج الكوميدية التي نشأنا عليها من الفنان إبراهيم نصر، إلى برامج لتعذيب الحيوانات والأنسان، فمن ضمن حلقات البرنامج الذي يحمل أسم على مسمي "محدش فاهم حاجة"، التصوير داخل إحدى مراكز المساج، ومن ثم ربط الشخص "الفريسة" التي سيتم تنفيذ عليها المقلب في السرير، والقيام بضربه وتغريقه بالمياه والزيوت واشعال النيران في الغرفة لإضافة عنصر الرعب للحلقة الفارغة من أي فكرة او محتوي، لاستخراج "الموافقة" على عرض الحلقة تحت نوبة الخوف والرعب.

وفى حلقة آخري من ضمن حلقات الـ "محدش فاهم حاجة"، داخل محل لبيع اللحوم، ويظهر "ثروت" كأنه "المعلم" وهو يغازل سيدة بشكل مبالغ فيه ويطالبها بالذهاب داخل الثلاجة لملاطفتها، وشخص أخر يقوم ببيع اللحوم لـ "الفريسة" التي سيتم تنفيذ المقلب فيها، ومن ثم بعد إتمام عملية البيع، يقوم شخص أخر بإدخال "حمار" داخل المحل لإيهام الشخص بأن تلك اللحمة هي "لحم حمير" وعندها يقوم "الشخص" بمحاولة إعادة اللحمة مرة آخري، ومن ثم ظهور فرد أخر من فريق البرنامج لإخافته بحجمه الكبير، وهو ما ادخل الرجل في نوبة بكاء حقيقية، وهو ما أجبر "ثروت" على انهاء المقلب، وتحت ترهيب الشخص بالتأكيد وافق على العرض.

هل التمادي في المقلب واستخدام أساليب الترهيب والتعذيب هي وسيلة للضحك؟، للأسف هذا ما يستخدمه الفنان الذي لم يعرفه الكثيرين بالرغم من انتهاء المقلب ومحاولة الكشف عن وجه، فهو لم يمتلك الشعبية التي يحاول فرضها على المواطنين لمحاولة استخراج طلب "الموافقة" على العرض.

لم تخلو أي حلقة من البرنامج الذي يصنفه عدد من المشاهدين الذي يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة بأنه "كوميدي" من أي مشاهد لتعذيب الحيوانات، فبالإضافة إلى الإهانة الشديدة التي يتعرض لها المشاركين في المقالب، يتم تعذيب الحيوانات بشكل كبير، فيتم ربط "قرد" ومحاولة تخويف الضيف به عن طريق تعليقه وقذفه عليه، بالإضافة إلى الظهور الدائم لـ "البط والوز" الذي يقوم بقذفه الطفل الصغير على الضيوف لإخافتهم.

الخروج عن النص في البرنامج الذي لم يحقق أي تعليقات إيجابية منذ عرضه في أول يوم رمضان، لم يساعده في شيء سوي حصد أكبر عدد من الانتقادات، ففي النهاية أدرك المشاهد خلال الفترة الأخيرة، عوامل النجاح لأي عمل درامي او سينمائي او برنامج تليفزيوني، وانهي ظاهرة شراء المشاهدات واللجان الإلكترونية التي تربعت على المشهد العام خلال السنوات الأخيرة لمحاولة انقاذ أي عمل يوشك على الانهيار.

يجب على "ثروت" في النهاية العودة إلى صفوف الأدوار الثانوية والمشاركة في بضعه مشاهد في أي عمل كوميدي  بدلاً من تخويف وترهيب المشاهدين لاستخراج الضحكة، والتوقف بشكل نهائي عن تكرار ضحكته التي يقوم بها في البرنامج والتي تجبر المشاهد على تغير القناة قبل بداية الحلقة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة