فى وقت المحن التى تمر بها البلاد تظهر معادن المخلصين من أبناء الوطن وهذا ما فعلته فتاة شابة من أبناء مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، فى الأزمات الأخيرة التى تعرضت لها البلاد من السيول التى تسببت فى هدم عدد من المنازل لأسر بسيطة بالريف وجائحة كورونا، وقفت دينا جمال مؤسسة فريق خيرى، موقفا مشرفا لن ينسى لها من إعادة تأهيل وبناء 15 منزل للبسطاء بالقرى تضرروا من السيول ودعم مستشفى الحجر الصحى بفاقوس بمليون جنيه لشراء مستلزمات طبية ساهمت فى تقديم أفضل خدمة لمصابى كورونا.
نقدم فى هذا التقرير قصة فتاة من مدينة فاقوس وهبت حياتها للعمل التطوعى والخيرى لأهالى بلدتها مدينة فاقوس، مما جعلهم يطلقون عليها أم اليتامى.
"دينا جمال" حاصلة على بكالوريوس حقوق، وتعمل مدرسة بالثانوى التجارى بمدينة فاقوس، عن بدايتها فى العمل التطوعى قالت : فى عام 2011 طلبت منى صديقة فى جمعية خيرية العمل معها لمساعدة الأهالى وبدأت تساهم بمبالغ مالية بسيطة تتحصل عليها من معارفها وأقاربها وتعطيها لها وبعدها انضمت للعمل معها فترة بسيطة، ثم اعتذرت وبدأت تتفرغ لعملها فى المدرسة وحياتها الأسرية، لكن العمل الخيرى ظل يناديها، عندما فوجئت بعدد من البسطاء يطرقون باب مسكنها لطلب المساعدة، وتستحى الفتاة الشابة أن تردهم مكسورين الخاطر، فبدأت تدون على صفحتها الشخصية على موقع الفيس بوك، قصة كل حالة وكان ذلك فى عام 2012 وكان الأهالى بمدينة فاقوس تثق فيها بشكل كبير، وتتجاوب مع الحالات عل صفحتها.
وقالت: الحمد لله بثقة أهل الخير من مدينة فاقوس، ساعدت فى تجهيز أكثر من 1000 فتاة يتيمة بالأجهزة الكهربائية، فضلا عن عمل كفالات شهرية لعدد من الأيتام والأسر الفقيرة بإجمالى 250 ألف جنيه شهريا ما بين 500 و1000 جنيه لكل أسرة حسب حالتها الأولوية تكون لتوفير الأدوية للأسر البسيطة وإجراء العمليات للحالات الصعبة الغير قادرة على تحمل تكاليفها.
وجدت الفتاة ابنة الثانية والثلاثين من العمر، المتطلبات تزايدت عليها بشكل لا تستطيع تحمله بمفردها، وهى لا تتبع أى جمعيات خيربة، فأسست فى عام 2015 فريق يضم 10 من الشباب والفتيات، وتم تدشينه على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، وبدأت توثق كل حالة تساعدها من خلال منشور على صفحتها على الفيس بوك، بنشر الفواتير الخاصة بشراء متطلبات كل حالة أو فواتير إجراء العملية الجراحية فى المستشفيات الخاصة وفواتير شراء أجهزة الفتيات اليتيمات، مما أدى إلى ترسيخ جدار كبير من الثقة بينها وبين أهالى فاقوس.
فى شهر رمضان من كل عام تنظم "دينا "وفريق وجبات إفطار صائم بإجمالى 1500 وجبة يوميا، لكن هذا العام تم توفير شنط رمضانية بشكل مختلف عن كل الشنط بحيث تكفى أفراد الأسرة ما يقرب من 22 يوما من السلع الغذائية المختلفة.
وفى جائحة كورونا لم تقف "دينا" وفريقها موقف المتفرج بل كانت يوميا فى مستشفى الحجر الصحى لمعرفة ما ينقصه من مستلزمات طبيبة، وتم توفير عدد من أسطوانات الأكسجين و105 سرير وأدوية كل ذلك بتكلفة مليون جنيه، وسبق وطورت بنك الدم بالمستشفى، مما دفع الدكتور محمد الناجى مدير مستشفى فاقوس العام لتكريمهما وتكريم مدير فريقها فارس الصاوى.
العديد من أبناء مدينة فاقوس، وضعوا الفتاة الشابة فى مقاربة مع نواب البرلمان بالدائرة وخاصة فى ظل جائحة كورونا ودعمها المستمر للمرضى والمستشفى، لكنها دائما ترفض أن يزج بها فى أى أمر خاصة بالسياسية والبرلمان وليس لديها طموح سياسى، وأحب الأعمال لديها هو مساعدة الأيتام والبسطاء وتحب دائم لقب "أم اليتامى" الذى أطلقه عليها أبناء فاقوس.
دينا جمال أم اليتامى بالشرقية
