آسر أحمد

"كابتن أمريكا" المنقذ في الأفلام والجلاد في الواقع

السبت، 18 نوفمبر 2023 08:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد ظلامى تحاوطه الدماء من كل الاتجاهات، وأصبحت الإنارة الوحيدة داخل أروقة الظلام هي ركضات الأطفال من الشهداء، التي انتقلت من عالم يسيطر عليه عصابات وكيانات تصف نفسها بأنها دول ترعي وتحافظ على حقوق الإنسان، إلى عالم فسيح يحكمه العدل ولا يُظلم فيه أحد.

أعتقد أن الفقرة السابقة تصلح لمشهد درامي داخل فيلم "كابتن أمريكا" فهي الشخصية المثالية التي تخرج من أي مكان وزمان لإنفاذ العدل والقانون، فيبرز بذلك الدور الأمريكي في إنقاذ العالم، ولكن للأسف تم تنفيذ المشهد السابق في عمل حقيقي داخل قطاع غزة ولكن "كابتن أمريكا" ليس المُنقذ ولكن هو الجلاد والراعي الرسمي للإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

مر أكثر من 40 يومًا على الكشف عن حقيقة الكيان الصهيوني "الابن" البار للولايات المتحدة الأمريكية التي أزيل عنها الستار في ليلة وضحاها وانكشفت حقيقتها أمام العالم أجمع بأنها الراعية الأولى والأخيرة للإبادة الجماعية التي تحدث لأهالينا في قطاع غزة، وما زال الموقف الأمريكي عاجزًا عن تطبيق الحد الأدنى للشعارات الرنانة التي طالما "صدعونا" بها في خطاباتهم وفي رسائلهم المشفرة في الأعمال السينمائية والدرامية التي لم تتوقف عن إبراز الرجل الأبيض الأمريكي كمثال صارخ في تطبيق العدالة والقانون وحامي حمى حقوق الإنسان، واتضح للمشاهد في النهاية أن الحبكة تسير وفق رغبات المخرج الذي يستند في أعماله إلى الكابوس الأمريكي وليس الحلم الأمريكي.

لم يخلُ من الأعمال السينمائية العالمية التي طبعت عليها أمريكا بصمتها من كلمة "الحلم الأمريكي" طوال عقود كثيرة، والذي يتضمن الحياة "الوردية" والفرص المتساوية للجميع وأنه لا فرق بين أي شخص مهما كان، وفي غمضة عين أصبح الحلم الأمريكي "كابوس" على الإدارة بشكل كبير، على قدر ما ضخمت الإدارة الأمريكية من نفسها.

نويت منذ البداية أن أتبع فقرات مختلفة للتعبير عما يدور بداخلي وأن أبرز القليل من مشاعر الغضب تجاه أمريكا التي طالما شاهدت أعمالها الدرامية وتمنيت أن يطبق الحد الأدنى منها في تعاملاتها الدولية، وأن تطبق على الأقل القليل من مبادئها الزائفة وتدعو لوقف النار وتوقف الإبادة الجماعية التي تحدث يوميًا داخل قطاع غزة من استهداف أطفال ومدنيين ونساء وشيوخ.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة