دينا شرف الدين

المستريح الإلكترونى

الجمعة، 17 مارس 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استكمالاً لسلسلة النصب باسم استثمار الأموال التى تشابكت حلقاتها، لتسفر عن أحدث صيحاتها والتى تصدر بطولتها المستريح، كما يطلقون عليه، ولكن هذه المرة افتراضياً إلكترونياً، ليناسب مقتضيات الحداثة والتطور التكنولوجى.
 
فقد تعلم الكثيرون الدرس وانصرفوا عن النصاب الواقعى الذى اشتهر فى السنوات الأخيرة باسم المستريح، ليتم استحداث مداخل مبتكرة بمواصفات العصر الحديث، لإيهام كل من يبحث عن المكسب السريع دون جهد، وبأساليب مغرية وأسماء أجنبية للباحثين عن التجديد واعتلاء الأمواج.
 
إذ وجد فريق من المحتالين الجدد، أو المستريحين بمفردات الماضى، ضالته من خلف الشاشات الذكية، لجمع أكبر قدر من أموال الناس عن طريق اختيار موقع للاستثمار تحت مسمى "هوجو بول".
 
فجمع أكبر قدر من ماله من كانت أطماعه أكبر ليسرع بالارتماء فى أحضان الثراء السريع، قبل أن يأخذ فرصته آخر أو قبل أن تغلق منصة السعادة والأموال أبوابها.
 
فكانت النتيجة:
أن اختفت المنصة وأغلقت كافة روابطها وأرقام تواصلها من على خريطة هذا العالم الوهمى الافتراضى، واطمأن المستريح الافتراضى أنه لن يلاحقه أحد بعد أن جمع بضعة ملايين واكتفى، ليخطط من جديد لعملية جديدة من النصب الإلكترونى مضمون النتيجة.
وفى ضربة موجعة للداخلية المصرية تم القبض على هؤلاء بسرعة قد فاقت كل التوقعات وأثلجت كل الصدور.
وبمواجهتهم اعترفوا بتكوينهم تشكيلا عصابيا استهدف راغبى تحقيق المكاسب المالية السريعة عبر شبكة الإنترنت، واستيلائهم على أموالهم عن طريق عدد من المحافظ الإلكترونية، كما أقروا أنهم أغلقوا التطبيق بعد تمكنهم من الاستيلاء على تلك الأموال، وأنهم كانوا بصدد إطلاق تطبيق إلكترونى آخر تحت مسمى (RIOT) لذات الغرض فى إطار استكمال نشاطهم الإجرامى.
 
ولكن:
لم تقتصر الطرق المبتكرة للنصب الإلكترونى على هذا الموقع الذى تم فضح أمره، بل تعددت المسميات وتباينت طرق العرض لتناسب وتخدع كل النوعيات بما يستهوى كل منها.
 
نهاية:
علينا الحذر ثم الحذر من تبعات هذا التقدم التكنولوجى الذى تتجلى بظاهره المنافع المذهلة، وتكمن بباطنة الشرور والمخططات والأهداف الخفية لعالم خفى عميق لا يكشف عن وجهه الحقيقى، فكلما تمكنا من إزاحة أحد أقنعته وجدنا خلفها آلاف غيرها.
أعلم جيداً أننا جميعاً لا غنى لنا عن مواكبة العصر بكل تطوراته وإجادة التعامل بها بل وإتقانها، لكن شريطة أن يكون زمام الأمور دائماً وأبداً بأيدينا وفى عقولنا، فلا نترك أنفسنا فرائس سهلة تتلاعب بها أيادى الخبثاء لتحركنا وتوجهنا كيفما تشاء، لنأخذ منها ما ينفعنا ونترك ما يضرنا.
 
 
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة