عصام محمد عبد القادر

الجيش المصري.. القدر والمقدار

الجمعة، 29 مارس 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيظل الجيش المصري العظيم عبر تاريخه الحافل القوة المعبرة عن شعبه الأبي؛ ودليل صلابته، ورمز رفعته وعزته على مر الأزمان، وستبقى العسكرية المصرية صاحبة الشرف والأمانة تحمل على عاتقها الأمن المتكامل للوطن الحر؛ فسجلها يحفل بالبطولات، وتاريخها وثيق بالملاحم المشرفة، ولن يتوقف عطائها جيل تلو جيلٍ، ولن تقبل إلا بنهضة البلاد وأمان العباد مهما تكلفت من ضريبة ارتبطت بالدماء وبذل الأنفس.

إن المؤسسة العسكرية تُعد دون منازع داعمًا للانتماء ومعززة للولاء ومقوية للحس الوطني لدى منتسبيها ولدى شعب مصر العظيم قاطبة؛ فمن أهم ما يميز هذه المؤسسة أن جنسيتها خالصة لا يشوبها شائبة، وأدوارها ترتكز على فلسفة رئيسة لا جدال حولها أو مزايدة وهي الحفاظ على الهوية القومية المصرية والمنسدلة من القيم النبيلة لهذا المجتمع صاحب التاريخ التليد والجغرافيا الفريدة، والذي يمتلك الوعي الرشيد تجاه جيشه ووطنه.

وندرك بالطبع العلاقة الوثيقة بين الجيش وشعبه؛ إذ إن روافد الإمداد البشري للمؤسسة العسكرية يعلوها همة وعزيمة وعشق تراب الوطن، وهذا ما يسهم في تشكيل العقيدة الراسخة في أذهان منتسبيها التي لا تتباين من الجندي إلى القائد باختلاف الدرجات والرتب والصلاحيات؛ حيث إن مبادئ العسكرية موحدة لا تقبل التجزئة في مكونها ومكنونها العميق؛ فغايتها السامية تقوم على حماية الأمن القومي المصري بأبعاد المختلفة، ولا ننكر الجهود المضنية والمتواصلة والمنظمة والمخطط لها على مدار الساعة بعزيمة قوية لا تقبل الفتور أو التراخي حيال تحقيق هذا الأمر الفارق.

ونشير إلى أن بطولات جيشنا العظيم لم تقتصر على حماية الدولة من الخارج، بل من الداخل أيضًا، وهذا سر تفوقها وريادتها على كافة الأصعدة والمستويات، كما أن حفاظها على تماسك نسيج الوطن أعلى من قدرها ومقدارها في نفوس المصريين، وحث الجميع على الاصطفاف برسوخ وعزة خلف المؤسسة العسكرية؛ فقد استشعر المصريين أن ذلك الدعم بات فرض عين على كل مواطن يدين للدولة بالولاء والانتماء ويعي حق المواطنة المصرية الخالصة.

ويقاس قدر ومقدار الجيوش في ضوء تبوؤها لمعايير قياسية عالمية، وتلك المعايير لا تنفك عن التقدم والتطور المادي والتقني والبشري، وما يرتبط بذلك من حيثيات تختص بالتسليح والتدريب وفق خطط استراتيجية مبتكرة وخبرات عميقة؛ كي يصل المقاتل للكفاءة التي تجعله قادرًا على أن يؤدي ما يوكل إليه من مهام يحافظ من خلالها على مقدرات وطنه ويحمي أمنها القومي.

وهناك مسلمة ينبغي أن ندرك باطنها، والتي تتمثل في أن العقيدة العسكرية المصرية الراسخة تُعد المنهج القويم الذي به يشغل الجيش مكانته بين جيوش العالم، في ضوء معايير المقارنات العادلة والتي تتضمن العدد والعدة والعتاد والموقع؛ بالإضافة إلى الدعم اللوجستي بصوره المختلفة، وجيشنا العظيم وفق القياسات العالمية التي تجريها الهيئات والمراكز المتخصصة بهذا الشأن بصورة مستمرة يشغل تفوقًا في الجوانب المختلفة من مقدرة فائقة للحرب على المستوى البري أو البحري أو الجوي؛ نتيجة للاستعداد القتالي، بشتى القواعد العسكرية بربوع الوطن، وما بها من تحصينات دفاعية.

وشهادة حق نؤمن بها حيال ما شهدته قواتنا المسلحة من تطور وازدهار جعلها تشغل مكانتها المستحقة بين قوات العالم العسكرية على المستوى الإقليمي والعالمي في عهد القائد العام للقوات المسلحة الذي قدم كل ما من شأنه أدى لرفع الكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة بجميع أفرعها الرئيسة ووحداتها وأجهزتها وتشكيلاتها وتجمعاتها العملياتية، في ضوء خطط مدروسة؛ بالإضافة لصقل العزيمة القتالية بتوعية ممنهجة قامت على الجانب الوجداني بما أكد على مستويات الجاهزية القتالية متى طُلب منها النزال.

لقد جُهزت المؤسسة العسكرية بأحدث الطائرات الحربية وطائرات النقل العسكري، ودعمت القوات البرية بالدبابات القتالية عالية التجهيز والقدرات، وأمدت بالمركبات المضادة للدبابات والتي منها مصرية الصنع وغير ذلك من التجهيزات التي يصعب حصرها وتناولها، ونالت القوات البحرية التسليح المحدث من قطع بحرية عسكرية عالية التقنية والتي تتناسب مع السواحل المصرية الممتدة، ومن ثم نجزم بأن الإنفاق العسكري لا يعادله أهمية لجيش يمتلك القدرات والتجهيزات التي جعلت للدولة اليد العليا في وقت السلم والحرب على السواء، ونفخر بجيشنا العظيم الذي شغل مرتبة مستحقة على المستوى الإقليمي والعالمي.

حفظ الله جيشنا العظيم سند البلاد والعباد وحمى الوطن ودرعه وسياجه الواقي؛ لتحيا مصرنا عزيزة قوية أبية وشعبها الفتي، ووفق الله القيادة السياسية الرشيدة لسبل الخير والإعمار.. تحيا مصر.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.


 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة