حنان يوسف

هنا القاهرة.. عيد الإعلاميين والمسئولية الوطنية

الثلاثاء، 28 مايو 2024 03:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة ويأتى عيد الإعلاميين في مصر وهو يوافق يوم  ٣١ مايو تاريخ انطلاق  الإذاعة المصرية في عام ١٩٣٤حينما أعلن الإعلامي والكاتب أحمد سالم بمقولته الشهيرة "هنا القاهرة" عن مولد الإذاعة المصرية ومنذ ذلك اليوم وأصبح يوم 31 مايو من كل عام عيدًا للإعلاميين في مصر وذكرى إنشاء الإذاعة المصرية ويومها غنت السيدة أم كلثوم أغنيتها الشهيرة للإذاعة المصرية  "صوت بلدنا " تيمنا بأن تكون الإذاعة المصرية هي صوت مصر النابض بالحيوية والإنجاز وصناعة التنوير والبناء .

وأصبح بذلك الاحتفال بعيد الإعلاميين في 31 مايو من كل عام  يوما  لتكريم الرواد والمتميزين، وإيمانا بدور الإعلام الوطني الكبير في تشكيل وعي ووجدان المصريين وتنوير العقول ودورهم الوطني بمهنية واحترافية تجاه مؤسسات الدولة المصرية الوطنية، في تقديم إعلام هادف تنويري توعوي.
إن رحلة الإعلام المصري الممتدة هي رحلة عظيمة من العمل الإعلامي المهني المتميز، ويومًا بعد يوم تتنوع وتتعدد ويتطور محتواها، ويتعاظم دورها ويزداد تأثيرها من خلال أجيال عملاقة ورواد العمل الإعلامي ، الذين صنعوا إعلاما هادفًا، وقدموا رسالة إعلامية جادة شكلت وجدان وفكر المواطن، وغرست قيم وأخلاقيات وسلوكيات المجتمع المصري، وامتد تأثيرها لكل البلاد العربية من خلال شبكاتها المتعددة، و لاتزال  تحتفظ بمكانتها وتأثيرها ولها جمهوره الكبير من مختلف شرائح المجتمع لما تقدمه من إعلام وطني هادف حقيقي.
فالأجيال التى سبقت من رواد وعمالقة الإعلام صنعت إعلامًا مهنيًا صادقًا بالعلم و بمبادئ ومواثيق الشرف الإعلامي، خيارهم التميز، هدفهم تثقيف وتوعية المواطن، وكان لهم دورًا بالغا الأهمية جعل منهم ظهير قوي للدولة المصرية الوطنية.
وهنا يأتي دور المسئولية الوطنية للأجيال الحالية من أبناء الإعلام الوطني لمواصلة دورهم الوطني بتقديم المساندة الإعلامية لجمهوريتنا الجديدة التى تشهد تنمية شاملة حقيقة بكافة المجالات، وانحيازهم دائمًا للوطن بتقديم رسالة إعلامية توعوية بحرية مسؤولة، تحافظ على قيم ومبادئ المجتمع وثوابت الدولة الوطنية وتحافظ على أمنها القومي.
فالإعلام هو إحدى أدوات التنمية الرئيسية التي من خلالها يُدرك المُواطن مدى تقدُّم بلده ومستوى التطور الذي بلغته، عبر مختلف الوسائل والأدوات
وخصوصا مع ظهور "الإعلام الجديد"، وهو الإعلام القائم على وسائل جديدة أفرزتها الطفرة التكنولوجية الهائلة، وانتقلت مهمة نشر الخبر إلى وسائل التواصل الاجتماعي،، سواء كانت حقيقية أم مُفبركة، ولاحقاً تنوعت وسائل التواصل الاجتماعي وظهرت تطبيقات الهواتف الذكية.
وهنا ربما تأتي أهمية مُناقشة أوضاع "الإعلام الجديد ودوره في المسئولية الوطنية لخدمة الدولة المصرية وفق  أسس المهنية والموضوعية ووفق نهج "إعلام المبادرات"، على استضافة المسؤولين والمتخصصين والخبراء لكي يُسهموا بأطروحاتهم وأفكارهم البناءة في إثراء عملية تطور الإعلام .
وإننا عندما نتحدث عن المسؤولية الوطنية للإعلام، نشير بوضوح إلى الأداء المسؤول للإعلام، على مستوى المؤسسات الإعلامية، وهذا الأداء المسؤول يتحقق من خلال تبني أعلى معايير المهنية والموضوعية والالتزام بها بأقصى درجة، والتحلي بالمصداقية في نشر الأخبار والمعلومات، وتجنب تلوين الخبر بصبغة غير مهنية.
ويبقى القول.. إن إعلامنا مرهون تأثيره بمدى مهنيته وحرصه الكبير على تحري المصداقية والموضوعية في نشر المحتوى بمختلف أشكاله، وذلك انطلاقاً من الإيمان العميق بأن الدور الحقيقي للإعلام ليس في إثارة الرأي العام وإحداث البلبلة- بل تنفيذ مهمة وطنية سامية تتمثل في تبصير الرأي العام بما يتحقق من منجزات وأيضًا تنبيه المسؤولين وصناع القرار إلى أي جانب يحتاج إلى التطوير والمراجعة، بصوت هادئ متعقل، وبرؤية إعلامية رشيدة قادرة على فرز وتنقية الغث من السمين، وفق أداء مهني يضع حق المواطن في المعرفة على أول سلم أولوياته، ولا ينفذ سوى أجندة وطنية خالصة، مبتعدًا كل البعد عن التحيزات غير الموضوعية وإنما مناصر للقضايا الوطنية بكل إخلاص وصدق ونزاهة من أجل أن يبقي الإعلام المصري دوما " صوت ..وصورة بلدنا "
كل عام وكل الإعلاميين  بحق الذين يؤمنون أن الإعلام رسالة وشرف وامانة بخير وعطاء من أجل صالح مصر .


 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة