إمام المسجد النبوى: فى الحج يلتئم شمل الأمة وفى صعيد المشاعر المقدسة منظر مهيب

الجمعة، 14 يونيو 2024 02:50 م
إمام المسجد النبوى: فى الحج يلتئم شمل الأمة وفى صعيد المشاعر المقدسة منظر مهيب الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتى
كتبت ـ إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي؛ في مثل هذه الأيام في موسم الحج؛ تتجدد لدى المسلم؛ بل المسلمين أجمع، مواقف تنشرح بها صدورهم، وتهيم بها أرواحهم قبل مشاعرهم، يقلب المرء ناظريه فيرى بأم عينيه مشاهد تثلج الصدر، وتسر الخاطر؛ في ردهات الحرمين وفي صعيد المشاعر المقدسة؛ منظر مهيب حقاً، اجتماع الأمة في ملتقى إيماني روحاني، لباس واحد، نداء واحد، قِبلة واحدة، نبي واحد، مقصدهم رضا رب واحد لا شريك له؛ فلا غَرو أن أراد الله لهذه الأمة أن تكون عظيمة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّكم تُتِمُّونَ سبعينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ» رواه الترمذي.

وأوضح أن سنة الله وحكمته في هذه العبادات الموسمية، يتجلى فيها التئام شمل الأمة متجرّدين من الشعارات والنداءات والعصبيات، في ظل أمنٍ وارفٍ، وحشدٍ جبارٍ للجهود، وبذلٍ سخي من قيادة وولاة أمر هذه البلاد خدمةً لوفد الله الحجاج والعمار.

واستكمل قائلاً: ما أعظم هذه الأمة المحمدية وهي ترفل في أبهى حلتها، وتكتسي أجمل كسوتها، متلبسة بعبادة تتساوى فيها مقامات الناس وطبقاتهم، دون اعتبارٍ للونٍ ولا جنسٍ ولا مرتبةٍ ولا منصبٍ، مشيراً إلى أنها تعلو قيمة المخبر على المظهر، والصدق في القول والفعل على الادعاءات، تجلت هذه المعاني في خطبة الوداع بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ، ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمر على أسْود ولا لأسود على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى، إِنَّ ‌أَكۡرَمَكُمۡ ‌عِندَ ‌ٱللَّهِ أَتۡقَاكُمۡ).

وأوضح أن المشهد الذي نراه اليوم في مناسك الحج يحكي كثيراً من قيم الإسلام؛ المساواة والعدل والألفة والمحبة والتآخي وتحقيق العبودية والتجرد لله والإخلاص والتواضع، وهذا سبب الانجذاب الفطري لمبادئه السامية؛ أحب الناس الإسلام؛ وانتشر وينتشر لأنه واضح المعالم، وحق أبلج، يسعد النفوس، يشرح الصدور، يشبع فراغ القلوب، يهذب حيرة الأرواح، يملأ خواء الفكر، يلبي حاجات النفس ويروي ظمأها، ويمنح الأمن، مستشهداً بقول الله تعالى: (فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا ‌تَبۡدِيلَ ‌لِخَلۡقِ ‌ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ ).

من جهة أخرى، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إن حج بيت الله الحرام، منسك عظيم، فيه تتلاشى النزاعات، وتذوب الخلافات، وتتهاوى النعرات، وتتجه النفوس إلى رب الأرض والسماوات، لا مجال فيه للتباهي بالألوان والأجناس، ولا فضل فيه لأحد من الناس على الناس إلا بالتقوى، خير لباس.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة