حنان شومان

إقرأوا التاريخ لتحسنوا للمستقبل

الأربعاء، 06 يونيو 2012 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ شهور كنت فى زيارة أولى لإيران ومن بين من التقيت كان رجل فى العقد السادس، وقد عرفت أنه كان أحد القيادات فى بداية الثورة ضد الشاه عام 1977 والتى بدأت بمواجهة بين سكان المناطق شديدة الفقر المحيطة بطهران وأراد الشاه أن يزيلها لأنها لا تتناسب مع جمال عاصمته وحدثت مواجهات دامية بين قوات الشاه والفقراء أعقبها عام 1978 مواجهات مع فئات العمال والطبقة العاملة التى كانت تعانى من حالة اقتصادية متردية ثم تطورت المواجهات والمطالبات إلى ما هو أكثر من تحسين أجور إلى مطالب خاصة بالحريات والعدالة الاجتماعية، حتى وصل الأمر لحالة ثورة عارمة فى أنحاء البلاد اضطرت الشاه لمغادرة البلاد فى منتصف يناير 1979، وهو ما يعنى أن ثورة إيران التى يقولون الآن ومنذ سنوات أنها إسلامية لم تكن كذلك ولكنها كانت ثورة شعب يتطلع للحرية والحياة الكريمة أوقدها الفقراء وغذتها الطبقة العاملة والمتوسطة سعيا للحرية والحياة الكريمة.

ولكن فى منتصف فبراير من نفس العام عاد الإمام الخومينى أحد معارضى الشاه من باريس حيث كان يقيم إلى طهران حيث لم يكن له من وجود أو يد فى الثورة ولكنه استطاع هو والملالى أو الشيوخ على مدى سنوات قصيرة أن ينحّْوا قوى الثورة الأصلية جانباً ويحصدوا ثمارها حاكمين لبلاد فارس القديمة جالسين على عرش الطاووس دون منازع لتتحول ثورة العمال حتى فى كتب التاريخ إلى ثورة إسلامية يحكمها الملالى ولا صوت يعلو فوق أصواتهم.

حكاية الثورة الإيرانية حكاية كبيرة طويلة متشابكة، ولكن عودة للثائر القديم الذى التقيته فقد نظر لى وعيونه تكاد تملؤها دموع عصية وهو يقول كأنه يحدث نفسه لقد أخطأنا أخطأنا أخطأنا حين سلمنا ثورتنا لرجال يتحدثون باسم الدين، قالها ثلاثاً وكأنه يقسم بها. وجه هذا الرجل أراه الآن يتجلى أمام عينى ليل نهار بعد أن انتخبت حمدين صباحى وحلمت بحياة جديدة فوجدت نفسى مثل أغلب الشعب أمام اختيار بين مرسى وشفيق، وهو اختيار مر فأنا وملايين غيرى من المصريين بين سندان القهر ومطرقة القهر أيضاً. لم يعد أحد منا يعرف معالم الطريق فالناس سائرة وكأن على رؤوسها الطير وأنا منهم، ورغم عدم يقينى من أى شىء فى هذه اللحظة إلا أنى على يقين واحد لا يقين قبله ولا بعده وهو أنى لن أمنح صوتى لإخوة أنا عنهم غريبة يريدون انتزاع الوطن كله فى قبضتهم ولا خير منهم إلا لهم وحدهم. اقرأوا التاريخ جيدا لتعرفوا ولنتعلم للمستقبل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة