سالم المراغى يكتب : ماذا تنتظرون من هؤلاء ؟

الجمعة، 23 أكتوبر 2015 12:21 م
سالم المراغى يكتب : ماذا تنتظرون من هؤلاء ؟ الرئيس الراحل أنور السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أشهر ما قاله الرئيس الراحل أنور السادات، فيما يختص بالانتخابات : ( أشكر الذين قالوا نعم والذين قالوا لا ) قالها بُعيد أول استفتاء على رئاسته لمصر بعد رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وكما هو معروف أن السادات كان من الدهاء والمكر، يقول غير ما يضمر وينتوى، ولذلك بدأ عهده وحكمه هكذا متودداً متلمساً طريقه يشكر من قالوا نعم، وحتى من قالوا لا حرص على أن يشكرهم، أو ( يثبتهم ويسجدهم ) كما نقول فى عاميتنا المصرية ! إذ كيف يشكر من رفضوه وقالوا لا ؟ ويساوى فى الشكر بينهم وبين من أيدوه وناصروه وقفوا بجواره ؟ .

المنطق والفلسفة السياسة التى قد تصل لحد المثالية هم من يقولون ذلك ( رغم كذب السياسة) ولكن ولأننى ذكرت منطق، وفلسفة، ومثالية سياسية، نعم يقتضى الأمر أن توجه الشكر لمن رفضوك ولسبب واحد ومنطقى، وهو أنهم أظهروا رفضهم من خلال الصندوق والمشاركة والإفصاح عن ذلك كحق ديمقراطى وطنى فى أن تذهب وتدلى بشهادتك أين كانت مع أو ضد .

أما لماذا تلك المقدمة ؟ ولماذا استرجعت كل ذلك عن الرئيس السادات وعبارته الشهيرة ( أشكر الذين قالوا نعم والذين قالوا لا ) فلأننا عشنا وشفنا ( نوع ثالث) ( جنس وصنف ثالث من البشر) !! لا قالوا نعم، ولا قالوا لا ! بل لم يذهبوا أصلاً بل أكثر من ذلك دعوا للمقاطعة بل وأفتى بعضهم بتأثيم من يذهب للمشاركة ويدلى بصوته ! تصوروا ؟ إلى هذا الحد وصل العهر السياسى بما يمكن وصفهم ( بالنوع الثالث) من البشر خالفوا الفطرة الديمقراطية واختاروا طريقاً أخر لا يمت للبشر الأسوياء وللديمقراطية السليمة بصلة .

فكلمة شكراً لمن قالوا نعم ولمن قالوا لا، فلأنهم ذهبوا وأدوا دورهم واستخدموا حقهم وصوتهم وشهادتهم، ولكن بالله عليكم هل يوجد شكر ثالث ؟ لفريق ونوع ثالث ؟ كيف ؟ وفى أى ديمقراطية وفطرة سياسية وديمقراطية يمكن أن يحدث هذا ؟ أن توجه الشكر لمن لم يذهب ؟ .

ما الذى يمكن قوله لمن لم يذهبوا قط ؟ بل أكثر من ذلك حرضوا، ودعوا، وأفتوا بعدم الذهاب ولدرجة من جعل أو أفتى بتأثيم المشاركة، مشاركة من يذهب ويدلى بصوته وشهادته ! .

أرأيتم أبشع من هذا غى، وغلو، وشطط ؟ بل خيانة حتى لا للوطن فحسب، بل للعقيدة نفسها التى دلسوا ولبسوا عليها زوراً وبهتاناً بفتواهم وأعنى بهم تحديداً جماعة الأخوان المجرمين بدعواتهم وتحريضهم .

قد يقول قائل : ولكن هناك من أنصار السلطة والدولة والنظام من أفتى بتأثيم من لم يشارك ويذهب، ولكن بالله عليكم هل يستويان ؟ هل يستوى المقاطع الممتنع بعدم الذهاب للإدلاء بشهادته سلباً أو إيجاباً، مع أو ضد ؟ يتوجب أن يشارك وبعد ذلك حسابه عند الله سوف يحاسب على شهادته إيجاباً أو سلباً، ولكن أن لا يذهب قط، ولا يشارك قط، بل ويدعو ويحرض بعدم الذهاب ؟ .

إذن لماذا للمرء صوت واستحقاق انتخابى، لماذا أنكرت شهادتك أساساً وكتمتها ؟ .. قد يقول قائل أو مجادل : يا أخى ليقينه أو قناعته أنه لن يشارك برلمان لا يرضاه أو أن البرلمان سيأتى بأناس لا يريدهم ! معنى ذلك هو فقدان الثقة فى كل الناس والمجتمع والأفراد، وأنك كتمت شهادتك وصوتك وحرضت واخترت طريق ثالث مغاير لا قلت نعم ولا قلت لا بل حرضت ودعوت بعدم الذهاب وفى ذلك كل الإثم، ومن الشرع والسنة الصحيحة نقولها لهؤلاء ممن يزعمون أنهم احتكروا السماء وملكوا مفاتيح الجنة والنار .

يقول تعالى فى سورة البقرة الأية 283 ( ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه أثم قلبه )
وفى نفس السورة البقرة الأية 140 ( ومن أظلم ممن كتم شهادة عند الله ) .

طبعاً ربما يخرج عليك نفر منهم أو أكثر ويجادل ويقول لك أن هذه الأيات لها تخصيص معين ومحدد، ولكن الفقهاء بينوا وفسروا معنى كتمان الشهادة أن يكون عند الإنسان شهادة على أمر ما ثم تُطلب منه، فيمتنع من أدائها ، وأخيراً رحم الله أبن حزم إذ يقول : ( اعلموا أن جميع فرق الضلالة لم يجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون فى قلب نظام المسلمين ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون فى الأرض مفسدين ).

وأضيف أو أعقب من عندى : فماذا تنتظرون أحبتى من جماعة الأخوان المجرمين ومن جماعة تدعوا لكتمان الشهادة سلبا أو ايجابا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة