حنان شومان

«قلى ولا تخشاش ملام» حلال القبلة ولا حرام

السبت، 07 أكتوبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1945 كتب بيرم التونسى الشاعر العبقرى كلمات أغنية لحنها زكريا أحمد وشدت بها أم كلثوم فى فيلم سلامة وتقول كلماتها:
«قولى ولا تخبيش يا زين ايش تقول العين للعين، لما العين تشوف حبيب تقوله ولا تخشاش رقيب.. قولى ولا تخشاش ملام حلال القبلة ولا حرام.. القبلة إن كانت للملهوف اللى على ورد الخد يطوف ياخدها بدال الواحدة ألوف ولا يسمع للناس كلام..»
 
تُرى لو كان بيرم التونسى يحيا بيننا الآن وقرأ خبر تحويل طالب من جامعة طنطا لمجلس تأديب لأنه قبل واحتضن حبيبته وهو يعلن خطبتهما أمام زملائه، ماذا كان سيكتب وهو الشاعر الساخر؟!
 
فقد تابعت على مدى الأيام الماضية تواتر الأنباء حول هذا الحدث ما بين الصحافة والتليفزيون وتصريحات السيد القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور إبراهيم عبدالوهاب سالم، الذى قال فى تصريح تليفزيونى لا فض فوه أن الطلبة ضحية السبكى، أى أن هذا الطالب الذى أحب زميلته واحتضنها حضنا عاطفيا وغيره ممن شاركوه الحدث ما كانوا سيفعلون تلك الفعلة الشنعاء لولا أفلام السبكى ومن مثله!!
 
للحق كثيراً فى تلك الأيام ما يعجز قلمى ويتوقف عن الكتابة حول نقاشات مجتمعية وإعلامية أرى أن الخوض فيها فحت فى البحار وليس فى بحر واحد، فهل الحديث عن رفع علم فى حفل غنائى ليس فحتا فى بحار، وأليس الحديث عن مدير مدرسة يدفع الأطفال لتحية مدير الإدارة التعليمية والوزير بدلا من تحية العلم نوع من الفحت فى البحار، وغيرها وغيرها من ظواهر صارت حديث العامة والخاصة كلها تستفز القلم والقلب، ولكن ما أدمى القلم حبرا هو مشهد الشاب المتهم بالقبلة على شاشات التليفزيون، وهو يتهم نفسه بفعل الحرام والعيب ولكنه يدافع عن نفسه بأنه لم يكن يقصد وفقط أراد أن يجعل محبوبته وزميلته تشعر بالسعادة فكانت قبلة وحضن تلقائى غير مرتب له.
 
يا أيها السادة، أساتذة ورؤساء الجامعات هل انتهت مشكلات الجامعات من سوء علم وسرقات علمية على عينك يا تاجر، وكتاب جامعى فى غالبيته سبوبة للبعض، وسوء مرافق وعدم تدريب لطلبة على مشارف الحياة، وعدم اعتراف عالمى بترتيب أى جامعة مصرية على قائمة الجامعات المعترف بها علمياً، هل أيها السادة كل تلك المشكلات انتهت ولم يعد هناك من كارثة تواجهونها بمجلس تأديب إلا شاب وفتاة فى عمر الزهور احتضنا بعضهما حباً؟!
 
هناك مثل شعبى عبقرى يقول يابا علمنى الهيافة قال له تعالى فى التافهة وأتصدر، وما أتفه من قبلة بين طالب وطالبه مقابل عشرات بل مئات التجاوزات والكوارث فى الجامعات المصرية.
 
يا سيادة رئيس الجامعة ليس هكذا تُساق الإبل ولا هكذا يُساق الطلبة والشباب، كان من الممكن استدعاء مجموعة الطلبة الذين فعلوا ما رأيتموه خطأ وتوبيخهم مثلاً أو لفت نظرهم، ولكن أن يتحول الأمر على أيديكم لمشهد من مشاهد يوسف وهبى المسرحية بتاعة لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم، هو العبث بعينه والمزايدة على فكرة الأخلاق والأصول.
رحم الله بيرم التونسى فماذا كان سيكتب من شعر اليوم لو كان حياً؟!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة